شريط الأمل بالحياة يعمل في عرض سينمائي، فنرى أشخاصًا زرعوا لنا أشجارًا حتى يأكل منها الجيل القادم، يكبر الشخص وتنمو شجرة العطاء معه، استطاع الجيل السابق الوقوف على أرض صلبة ويحصدون الثمار بعد الزرع إلى الشباب، هذه الثمار الناضجة لم تأت بالصدفة، توجد قاعدة صلبة، مثل الجبل على سطح الأرض لكن هذا الجبل مدعوم بقاعدة لا نراها في الأسفل تبلغ عشرات الأضعاف من الارتفاع الظاهري، وهذا ما يمثله الكبار المخلصون للمجتمع.
لكن في زمننا الحالي، البعض يريد أن يحصد قبل الزرع ويأكل الثمار دون حصاد، طالب المدرسة يريد أفضل الجامعات دون اجتهاد، نرى أشخاصًا يقدمون أنفسهم شعراء ولا يفقهون أبجدية اللغة.. البعض الآخر يريد اقتحام عالم الشهرة بتقديم الغث والسمين في مواقع العالم الافتراضية (الإنترنت) لكن مع الأسف هذا “الطرطور” له جماعة يدعمون التفاهات والمهازيل.
ما يؤلم النفس، أصبح القذف والشتم من الفبركات والتدليس حرفة يكتسبون منها، حتى أصبح سوقًا تجاريًا لبيع القيم والأخلاق الرخيصة في هذا العالم الافتراضي، حيث تميز فيه بعض الساقطين ويوجد نوعية من الناس يلتقطونهم.
أوجه العتب إلى نفسي وأصدقائي من المجتمع لربما الغفلة من عدم تشجيع المبدعين من خلال تكافؤ الفرص والإبداع، كذلك نحن مسؤولون عن تمرير الشائعات والإعلانات التافهة في شبكة العالم الافتراضي لهؤلاء “الطراطير” فليس من المرغوب ترويج إعلاناتهم غير الهادفة للمجتمع.
لربما التغيير من خلق أجواء فعاليات ترفيه المسرح والسينما، مع تكثيف احتفالات رياضية واجتماعية سوف يكون عاملاً جوهريًا لمعالجة بعض المشكلات. كذلك التشجيع على العمل التطوعي يشكل الزاد الروحي الذي يحتاجه المجتمع كل يوم وبه تُورِق الحياة وبغيره تكون فارغة.
ما أريد أن أرمي له، هو التشجيع على إقامة المهرجانات والمنتديات الفعالة للشباب التي سوف تحتضن الشباب إلى الصواب وتمنعهم من السير خلف القاطرة التي تحمل عرباتها الفكر المنحرف، نتمنى من الجميع أن يسعى إلى العمل التطوعي من خلال زرع شجرته حتى تأكل منها الأجيال القادمة.
للتنويه: عنوان المقال “كل ساقط له لاقط” أصله حكمة مأخوذة من أقوال “حكيم العرب” أكثم بن صيفي التميمي الذي كان له من الأمثلة والحكم منها:
قول الحق لم يدع لي صديقًا، تباعدوا في الدار تقاربوا في المودة.