يترجم الفنان في فنه ما في قلبه من مشاعر فتنعكس في أعماله طاقة حب لما يحبه مما يجذب الناظر لها.
وهذا ما عكسه عمل الفنانة زينب عمر المحسن والذي كان عبارة عن لوحتين مرتبطتين شاركت بهما في معرض “تقاسيم” وهو المعرض العشرين لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف المقام بالتعاون مع بلدية محافظة القطيف ضمن مبادرة أنسنة الفن في صالة علوي الخباز بالقطيف.
لوحتان مرتبطتان تشترك الأيدي فيهما ولكن واحدة خاصة بيد رجل وأخرى ليد امرأة وترى قلبًا وعقلًا، وعلى عكس ما قد يتبادر لذهنك بإيصال القلب لمن هي معروفة بسمة الميل لقلبها ومشاعرها وهي المرأة أو الأم، وإيصال العقل لمن يميل لعقله والتفكير فيه وهو الرجل أو الأب، لكن فرشاة “المحسن” اتبعت ارتباطها وتعلقها بوالديها وتخصصها بطريقة مغايرة.
يدا الأمان
وعبرت المحسن عن عملها بقولها: “وسط الظلمة في عالم نعيش فيه بقلب وعقل يدان هما الأمان، يبدلان نياط الفؤاد الذي قد يلامسه حزن بطوق ياسمين؛ تلك يد أبي، ويزرعان الياسمين ذاته في مكان ما بعقلي كي أنجز، كي أبدع، كي أزهر تلك يد أمي، وكنت قد اخترت الذهب هالة تليق بقدسية كفيهما المباركة”.
تشريح وفن
وأشارت ابنة أم الحمام إلى تأثرها بتخصصها وقالت: “تأثُّري بعلم التشريح الذي أدرّسه وعشقي لوالديّ ألهمني في رسم هذه اللوحة المتواضعة والتي حملت اسم “Anatomy of feelings” وتعني “في أعماق المشاعر” والتي استخدمت فيها ألوان الأكريليك وحاولت إنجازها لضيق وقتي في أسبوع واحد”.
وعن اختيارها للقلب ومشاعره مع يد أبيها والعقل وتفكيره مع يد أمها؛ ذكرت أنه يرجع لطبيعة علاقتها وارتباطها بهما حيث كانت تميل لهذه النواحي في بيتها الصغير الدافئ، وأضافت أنها لا تنكر نصيب أمها الضخم من المشاعر المرهفة والأحاسيس.
فن يحرك القلم
يتأثر الكاتب أحيانًا بفن الفنان فيكتب على ما ألهمه به فنه، ولكن فرشاة المحسن ألهمت صاحبتها فجعلتها تمسك القلم وتكتب خاطرة صغيرة تتضمن معانيها حيث كتبت:
قدر جميل
بين السنا والدعجة
كأن يداً من نُضار
أبدلت طوق الترح على جيدي
سدى من ياسمين
سرق بريقه من
ماء العيقان ذاك
تقاسيم
وشاركت المحسن في عدة معارض، من ضمنها معرض أساسي وروازن ومنتدى الثلاثاء الثقافي، وذكرت أن مشاركتها في معرض تقاسيم منحتها الدهشة التي تبحث عنها منذ فترة وقالت: “في كل زاوية من زواياه لوحة أخّاذه وتقنيات وألوان وأساليب وأفكار ومشاعر مختلفة”، معبرة عن فخرها بأنها كانت لها بصمة في هذا الإنجاز الذي وصفته بالضخم والرائع.