نازنين.. تشكيلية هندية تركت بصماتها على جدران «تباين سيهات» و«تقاسيم القطيف»

بين جدران المعرض الفني “تباين” الذي أقيم مؤخرًا في سيهات، ومعرض “تقاسيم” المقام حاليًا في القطيف، تنقلت ألوان الفنانة التشكيلية الهندية نازنين ميرزا، ناقلةً جزءًا من الحضارة العربية، وجزءًا آخر من أحلامٍ إفريقية، كما تركت روح الأزهار تتنفس على جزء من تلك الجدران.

سوق عربية.. في سيهات
على مدى ثلاثة أيام في نادي الخليج بسيهات، تجولت أبصار زوار معرض “تباين.. لنقرأ الفن” الذي أقيم في الفترة من 3 حتى 5 نوفمبر 2022م، في “السوق العربية القديمة”، الذي رسمته التشكيلية “ميرزا” بالألوان الزيتية على خامة الكانفاس، بأبعاد تراوحت بين 100 × 120 سم.

وكانت الحضارة العربية والكرم العربي مصدرا الإلهام في عملها -حسب وصفها-، مضيفةً: “العمل الدؤوب والجهود التي قام بها العرب أسهمت في الوصول إلى هذه الحضارة، التي استقت ذلك من جذورها”.

وأوضحت أنها حاولت في لوحتها، تمثيل السوق العربية القديمة التي ترتادها الناس من مختلف أقطار العالم لمقايضة السلع مع العرب وشراء المشغولات اليدوية ذات الجودة العالية، واصفةً تلك اللوحة بقولها: “هي لمحة عن الحياة البسيطة قبل التقدم الصناعي، فكل منتج يتم صناعته بشكل متفرد وجذاب، ليمثل الحضارة العربية العظيمة”.

من السوق العربية إلى إفريقيا
ومن السوق العربية الموغلة في القدم، انتقلت “نازنين” بزوار “تباين” إلى أفريقيا، في لوحة (أحلام كبيرة)، بأبعاد تعادل نصف اللوحة الأولى (50×60 سم)، فقد رسمت بذات الألوان على ذات خامة الكانفاس، فتاة إفريقية بالملامح الإفريقية الواضحة، تحاول أن تبحث عن أحلامها بين الأزهار المؤطرة لقسمات وجهها.

وحول فكرة اللوحة قالت لـ«القطيف اليوم»: “اللوحة لفتاة إفريقية من قرية صغيرة وعلى الرغم من ندرة الموارد حولها إلا أنها ترى أحلامًا جميلة أمامها، وبالرغم من الفرص القليلة أمامها إلا أن أحلامها الجريئة تتضح في عينيها من خلال التركيز على تحقيقها في هذا العالم غير العادل”.

وتضيف: “حاولت من خلال نظراتها أن أظهر قرارها بمواجهة الأعراف الاجتماعية في عدم مساواة الرجل والمرأة والتعصب العرقي، فهي تتأمل وتحلم بمستقبل أفضل في المساواة، هذا الحلم يتمثل في الورد الرقيق الذي تقبض عليه بكفها، ولأنها تأتي من عالمٍ مليء بالحرمان، فهي تسلط نظرها نحو أنظار الطير الجميل والمخلوقات البرية وتفهم معاناتها التي خلفتها محاولات تدمير بيئاتهم المختلفة فقط لأنهم لا يستطيعون الكلام والاعتراض على الإنسان”.

 “تقاسيم” يتعطر بروح الأزهار
بلوحة كانفاس ثالثة، وبالألوان الزيتية أيضًا، شاركت نازنين أيضًا في “تقاسيم”؛ المعرض الجماعي العشرين لجماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف “نادي الفنون”، بالتعاون مع بلدية محافظة القطيف، ضمن مبادرة أنسنة الفن، الذي يقام على صالة علوي الخباز بالقطيف، في الفترة من 3 حتى 16 نوفمبر 2022م.

اللوحة التي حملت عنوان “أزهار بروح”، كانت بقياس 80×80 سم، كان إلهام الفنانة “ميرزا” فيها مقتبسًا من أهمية الأشياء الصغيرة في الحياة.

تحكي “نازنين” رؤيتها في اللوحة بقولها: “الأزهار بالرغم من رقتها إلا أن أقوى البشر يمكن أن يخضع لرائحتها الزكية، فهي تسلي البشر في أوقات الفرح والحزن ومختلف المناسبات بين هذا وذاك، كما يوجد الكثير من الأشياء الصغيرة التي نحتاج تقديرها كل يوم حتى يكون لحياتنا معنى وحتى تكون أفضل”.

عن التشكيلية نازنين ميرزا
التشكيلية “نازنين”، من مدينة “Neemuch” في الهند، حاصلة على ماجستير موسيقى، إلا أنها عشقت الرسم منذ طفولتها، فطورت هوايتها، وكرست وقتها للاهتمام بها، وعندما أتت للمملكة، لم تخبئ تلك الهواية بين جدران مسكنها، بل حاولت أن تضع بصماتها على خارطة السعودية.

وقد شاركت قبل معرض تباين وتقاسيم، في الدمام، وتحديدًا بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، حيث عرضت إحدى لوحاتها هناك تزامنًا مع اليوم الوطني في العام الماضي، كما شاركت في معرض “روازن” للوحات الصغيرة الذي نظمته جماعة الفن التشكيلي بالقطيف قبل عام تقريبًا.




error: المحتوي محمي