إن التفكير الدائم والقلق والخوف من المستقبل سمة شائعة في الإنسان وقد تكون مبررة لكن إذا انفلتت من عقالها تدمر.
إن التفكير الزائد في القلق واستمرارية الخوف والتوتر من المستقبل لوقت طويل، يؤدي إلى فقدان قدرة الجسم على المقاومة، فتبدأ أعراض الاكتئاب واضطرابات الخوف وعدم الثقة والقلق والتوتر تظهر في اتجاهات حياتنا الخاصة والمهنية، ومن الممكن أن تكون أعراض القلق جسديةً ونفسيةً، كما قد يؤدي إلى الخوف من ممارسة الأنشطة اليومية التي توصله في بعض الأحيان إلى البطالة وعدم القدرة على مواصلة العمل والتخطيط للمستقبل، وعدم القدرة على تكوين صداقات من خلال التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان قد توصل مخاوف المستقبل والقلق والتوتر الشخص إلى تعاطي الأدوية والكحول والمخدرات التي قد تكون أيضًا سببًا في زيادة معاناة المتضررين، فتنخفض الثقة لديهم في المستقبل.
عندما يتعرض أحد ما لموقف يتطلب منه أمر مستقبلي قريب أو بعيد يبدأ تفكيره في التحدث بالقلق ماذا سيحصل غدًا؟
عندما تشغل التفكير بأمر وهمي فأنت ترهق فكرك وينعكس ذلك بلا شك على جسدك لذا سيطر على تفكيرك اللا عقلاني بتركيز النظر على الحاضر والوقت الراهن.
عندما يتم تضخيم الأفكار، سيبدأ سقف التوتر في الارتفاع والذي بدوره قد يسبب هزيمة الذات، لذلك حاول طرد هذه الأفكار غير المنطقية واستبدلها بفكرة إيجابية وتقبل وجودها واغرسها في تفكيرك حتى تستطيع منع التفكير غير العقلاني بتعطيل ما كنت تفعله في وقتك الحاضر، قد يبدو الأمر في البداية صعبًا، لكن عندما تقاوم الفكر، ستمنحه القوة مرةً بعد الأخرى.
عندما يحاول الإنسان السيطرة على فكره سيجد الصعوبة في البداية لكن بالتدريج والمنطقية سينجح وسيستطيع التحكم في أغلبية أفكاره ويقود تفكيره إلى المنطقية والسلام الروحي.
أصبح الخوف من المستقبل أمرًا شائعًا بين الأشخاص، نظرًا للظروف والأحداث التي تدور حولنا، وقد يسبب الخوف والقلق من المستقبل عند بعض الأشخاص أزمةً قد تمتد لفترة طويلة من الزمن، والإنسان لابد له من القوة والسيطرة على هذا الأمر مهما كان، فالخوف من المستقبل ليس منطقيًا بقدر ما هو مجرد مخاوف نفسية غير صحيحة، وحتى التوقع الصحيح يجب العمل على تغييره بما هو في صالحنا ونبدأ التغيير من الحاضر للعمل للمستقبل.
حديثك الداخلي مع نفسك، بأن تستبدل الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية التي تخدمك، حتى تستقر لديك الأمور في ذهنك، ولو كنت لا تعلم ما ينتظرك في المستقبل، فأنت تسخر أفكارك الإيجابية لتجعلك أكثر تفاؤلًا، فهو بمثابة إيقاظ قوي في كيفية أداء عملك المستقبلي بكل إيجابية. أولاً، ستكسب الاطمئنان والسلام الداخلي ومن ثم تجذب الإيجابية إلى حياتك.
مع الإيجابية في التفكير يجب على الإنسان أيضًا أن يدرك اليقين بالتغيير، التغيير أمر لا مفر منه، ولا بد من وجوده في الحياة، حتى وإن كان نوعًا من عدم الاستقرار، فأنت تتعرض باستمرار لتغييرات قد تجعلك تتخوف من المستقبل، لذلك من الضروري أن تكون قادرًا على التكيف مع هذه التغييرات والتعامل معها بشكل جيد.
لا تتوقع موضع الراحة يوميًا لكن لو أجبرت على حدث ما تستطيع معه التغيير والتكيف وتحويله لصالحك. المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى لا أحد يعلم ما ينتظره في المستقبل، وبالرغم من أن هذه المخاوف طبيعية، لكن لا يجب أن تصبح علامات من القلق والاستياء التي قد تؤثر على حياتك اليومية، لذلك يجب أن تُقلل من قلقك المستقبلي وتحتضن اللحظات الحالية، كي تستطيع أن تُخرج نفسك من هذه المعاناة، وتستمتع بسلام الوجود الحقيقي للحظات الحالية.