في ضيافة شعراء القطيف.. بـ«صهيل الكلام» الدكتور أحمد المعتوق يروري بداياته الشعرية

حل الدكتور والأديب، أحمد محمد المعتوق، يوم الأحد 12 ربيع الآخر 1444، ضيفًا في الجلسة الأسبوعية “صهيل الكلام”، التي يديرها عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين والكُتّاب في القطيف.

واستهل “المعتوق” حديثه في الجلسة عن بداياته الأولى، وأهم المنابع التي شكلت تجربته الأدبية والعلمية، مرورًا بدراساته العليا بأمريكا، وأهم الأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم، وانتهاء تدريسه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، مستعرضًا ما أفرزته تلك المرحلة من نتاجات علمية رصينة، أثرت في تطور تجربته الشعرية من التقليدية المعاصرة.

وشارك الدكتور “المعتوق” عجينة النجف حوزويًا وأكاديميًا، خلاصة تجربته العلمية والعملية، التي أوضح من خلالها تواصله مع لقاءات الشباب المُتنوعة مشجعًا ومفتخرًا بهذه الطاقات.

ووصف الشاعر فريد النمر، الأمسية بأنها كلام آخر واستثنائي من سلالة الأصالة اللغوية ومجازاتها المحتملة، ونجف العمق الفكري، وضلاعة المفهوم الكتابي ونقده، واتساع حرية الإيمان التعبيري الخلاق التي ترفع الهوية ولا تتجاوز الفن الشعري في انتصاراتها للشعر في رؤيته التي تناسب عصره الذي فيه.

وترك اللقاء العديد من الانطباعات، بين الحضور، حيث وصف الشاعر محمد منصور الجلسة بأنها حروف خالدة في الذاكرة، لحضور الدكتور المعتوق، وهي ثاني لقاء يجمعه بالدكتور.

ونعت الأديب حسن حمادة اللقاء بأنه كان ثريًا رغم عفويته، وقال: “بالنسبة لي شخصيًا كنت أشتاق كثيرًا للمثول بين يدي الدكتور المعتوق لأغرف من تجربته ما يثري حصيلتي ويراكمها فهو شخصية أكاديمية وأدبية من الطراز الرفيع جدًا، وتجربته تمتد عقودًا بين التلقي العلمي والعطاء الإبداعي، وقد استفدت من منهجه في الكتابة وكان كتابه الأخير أحد مصادري التي أرجع إليها بين فينة وأخرى”.

وعبّر الأديب والناقد محمد آل قرين بطريقته عن اللقاء قائلًا: “لا أبالغ لو قلت إنها من الأماسي المميزة التي كان عرّابها شاعرنا مهندس صهيل الكلام على الشيخ حيث انبعثت إشعاعات وعي اللغة العليا لتضيئها بين يدي الدكتور أحمد المعتوق، كاشفًا فيها عن عدد من أهم قضايا النقد كالمخبأ من موسيقى وإيقاعات النص وما اعترته من إشكالات وسجالات في تخلّقه وثقافته ونشوئه حتى بلوغه مرتبة النضج، ومارًّا بالذاكرة الشعرية في إطارها التكويني وطريقة تطورها وتبلورها ونشوئها منذ مدارس منتدى النشر، وكلية الفقه في النجف إلى بنسلفانيا بأمريكا”، مشيدًا بالمعرض المصغر لمجموعة من كتب البروفيسور المعتوق، الذي أقامه السيد عباس الشبركة صاحب دار دراية للنشر والتوزيع.

وتلخص تعليق الشاعر فرات شعبان على هذا اللقاء في قوله: “كانت جلسة الصهيل متميزة جدًا هذه الليلة بضيافة الدكتور أحمد المعتوق، أعجبتني هذه الشخصية كثيرًا، وأرى أنها شخصية ثقافية أدبية واسعة تمامًا كسعة صدره ورحابة أخلاقه، وأعجبتني هذه السيرة وما يصاحبها من معرفة فقد كان الرجل يحكي تاريخًا، أخذنا إلى النجف وعشنا معه أجواءها العلمية والثقافية والأدبية في تلك الحقبة”.

واختتم الأديب رائد الجشي الحديث عن هذه الجلسة قائلًا: “إنه لقاء ماتع ومفيد ومشبع بذاكرة الدكتور ومسيرته الأدبية، ثري ببعض الآراء النقدية والأدبية وبه لمحة بسيطة عن نتاجه فقد استفدت منه، وآمل أن يكون بذرة للقاء آخر ممنهج بورقة نقدية للدكتور مستخلصة من كتبه أو حول أحد كتبه أو أطروحاته”.

وعبر الشاعر حبيب المعاتيق عن إعجابه بالدكتور المعتوق حتى قبل لقائه به، وحينما استمع إلى حديثه ليلة أمس هزه أسلوبه الواعي المثقف، الذي ينم عن شخصية موسوعية رصينة، حتى إنه تمنى أن لم يقاطع حديثه أحد، متسائلًا: “أين نحن جميعًا من هذه القامة العلمية المتميزة بحق”.

وأشار الشاعر حسين آل عمار إلى أنه قد يذهب البعض إلى أنه من الجميل أن يسلط الضوء على قامة قطيفية جديرة مثل الدكتور أحمد المعتوق، بينما في الحقيقة أننا سلطنا الضوء على الصهيل باقترابنا من مصدره في ليلة كانت أشبه بالحلم، فبين الرحلة التاريخية التي مر بها الدكتور ومراحل تعليمه وإنجازاته المتعددة عالم متكامل مطرز بمهارة ودقة دون كلل أو ملل.

وأبدى “آل عمار” سعادته بهذا اللقاء الماتع، من خلال قوله: “حقيقة كنا بجانب جوهرة قطيفية مكنونة، استطاعت من خلال جهد شخصي محض أن تؤسس لمكانتها الاجتماعية والثقافية والعلمية، وهو ما تحتاجه مؤسسات كبيرة لتأسيسها فلا شك في أن الاجتماع مع مثل هذه القامة هو إضافة كبيرة لهذا المجتمع الخلاق”.




error: المحتوي محمي