نقلت مشرفة مكافحة العدوى بمستشفى القطيف المركزي سارة المحسن، واختصاصية العلاج الطبيعي وفاء المغاسلة، تجربتهما في محاربة الصداع النصفي، ورحلتيهما في طرق العلاج التي ساعدتهما في تقليل نوبة الألم لـ580 زائرًا لفعالية “الحياة بدون صداع نصفي”، التي نظمها قسم الباطنية “وحدة الأعصاب” بشبكة القطيف الصحية، في مجمع دارين مول الدمام، خلال يومي الجمعة والسبت 10 – 11 ربيع الآخر 1444 هـ.
وتحدثت “المحسن” في ركن تجربة مريض عن الأمور التي ساعدتها في تقليل نوبة الألم وعدد مرات حدوثها، موضحةً أنها تتمثل في ابتعادها الكامل عن شرب الشاي والقهوة والأجبان وتقليل تناول الشوكولاتة بشكل كبير وكذلك المحافظة على النوم مبكرًا، وأيضًا ممارسة الرياضة والمشي في أغلب الأيام، والانتظام في تناول الأدوية الوقائية واستخدام الدواء الخاص بالصداع النصفي فور الشعور بحدوث إحدى النوبات.
وقاسمتها “المغاسلة” خطتها في العلاج، قائلةً: “من خلال تجربتي الشخصية أنصح بعدد من الأمور، أهمها؛ تناول الغذاء الصحي المتكامل والمتوازن في أوقات محددة وثابتة قدر الإمكان، وشرب كمية لترين من الماء على الأقل في اليوم الواحد، والاهتمام بجودة النوم “النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا” في وقت ثابت ومحدد قدر الإمكان”.
وأوصت “المغاسلة” كذلك بممارسة الرياضة يوميًا “خمسة أيام في الأسبوع” للحفاظ على لياقة وصحة وقوة الجسم، مشيرةً إلى أن تنظيم مهام اليوم بجدولتها وتحديدها يساعد في تقليل الضغط من أعباء العمل، وفهم وإدراك محفزات ومسببات نوبة الصداع النصفي لتجنبها أو تقليل أثرها عند ظهورها.
كوادر صحية تحارب الصداع بـ6 أركان
أقيمت الفعالية بمشاركة مجموعة من الأطباء والاستشاريين والاختصاصيين برئاسة استشاري الأعصاب الدكتور علي عبد الحميد المبارك، حيث أشرفوا على 6 أركان توعوية، بهدف توعية المجتمع بمرض الصداع النصفي.
وشهدت الفعالية كلمة لاستشاري الأعصاب الدكتور علي عبد الحميد المبارك، تحدث فيها عن مناسبة الأسبوع العالمي للصداع النصفي، والذي يقام تحت عنوان “الحياة بدون صداع نصفي”.
وتضمنت الأركان تثقيف الزوار بأعراض وأنواع الصداع النصفي، وكذلك تثقيفهم باتباع نظام غذائي وعادات غذائية صحية للتقليل من أعراض المرض، وتوعيتهم بطريقة استخدام الأدوية العلاجية لمرضى الصداع النصفي،كما أجابت الفعالية عن الاستفسارات الصحية المتعلقة بالصداع النصفي للزوار.
وضمت ركنًا تثقيفيًا للزوار يستعرض القصص والتجارب الناجحة لمرضى الصداع النصفي، مع التأكيد على أن بعض المرضى نجحوا وتغلبوا على المرض من خلال حياتهم اليومية والتقليل من الأعراض والأدوية.
أصحاء يعيشون تجربة المرضى
عاش زوار الفعالية تجربة مقاربة للتجربة الحقيقية التي يعيشها مريض الصداع النصفي، وذلك في ركن بوث 6×6، وقد قسم الركن إلى جزئين، في كل جزء غرفتان تحاكيان الأماكن الأساسية في حياة مرضى الصداع النصفي، ويتضمن كل مدخل من المداخل حاملًا خشبيًا يحتوي علي نظارة الواقع الافتراضي والحقيقي؛ يمكن للزائر أن يشعر من خلالها بمعاناة مرضى الصداع النصفي في حياتهم اليومية.
وحول ذلك ذكرت منسقة ومشرفة الفعالية أسماء العباس لـ«القطيف اليوم»، أن أبرز الأعراض التي ستظهر لمن عاش التجربة هي؛ صورة غير واضحة المعالم، وصورة معتمة “زيادة المساحة السوداء في الرؤية”، وظهور ومضات قوية مفاجأة في الرؤية، وكذلك ظهور هالة ضوئية في الرؤية.
15% يعانون منه
وصفت استشارية الأعصاب “حنان الحبيب” الصداع النصفي بالمرض الشائع جدًا، مشيرة إلى أنه يصيب تقريبًا 15% من الناس، ويتميز بأنه شديد جدًا ويؤثر على الحياة اليومية، ويكون في جانب واحد من الرأس، كما يتميز أيضًا بشكل نابض مع الشعور بلوعة وغثيان والانزعاج من الصوت والانزعاج من الضوء وعادة يستمر بين 4 ساعات و72 ساعة.
وأضافت الحبيب: حتى الآن لا توجد أسباب علمية واضحة للصداع النصفي، لكن توجد عوامل منها عوامل وراثية، وللصداع النصفي أنواع؛ نوع مع هالة ونوع بدون هالة، أما مع الهالة وهو نادر والهالة هي الأعراض التي تأتي قبل الصداع أحيانًا تأتي أعراض منها خطوط أو فقدان في النظر أو فلاشات أو تنميل في الأطراف أو ضعف في جانب من الجسم وهذه الأعراض تستمر لدقائق قبل الصداع.
واختتمت بقولها: هناك علاجات كثيرة منها دوائية وغير دوائية، وغير الدوائية منها؛ تغيير نمط الحياة، وتجنب السهر والنوم بشكل كافٍ وشرب الماء، وتجنب بعض الأطعمة التي تزيد من الصداع، وهناك علاجات دوائية منها علاجات وقائية وعلاجات عند الحاجة، أما الوقائية فنأخذها بشكل يومي، وهي تقلل عدد نوبات الصداع وحدته وأما علاجات عند الحاجة فهي من اسمها تؤخذ فقط عند الحاجة.
في ركن الاستشارات
بين استشاري أعصاب ورئيس علوم الأعصاب وطب الأعصاب بمجمع الدمام الطبي الدكتور محمد عبد العزيز القديحي، أن أغلب الاستشارات في الفعالية تركزت حول كيفية علاج الصداع النصفي، منوهًا بأنه تم خلال “ركن الاستشارات” إيضاح أهمية تغيير نمط الحياة بالنوم الكافي وتجنب الجوع والأكل الصحي، والابتعاد عن الضغوط، مضيفًا أنه توجد خيارات دوائية إنقاذية قاتلة للألم وقد يحتاج المريض دواءً وقائيًا لتقليل عدد النوبات ومدتها أو شدتها.
التغذية جزء من العلاج
بدورها؛ استعرضت اختصاصية التغذية إسراء عبد الحي أنواعًا من الأطعمة المخففة لأعراض الصداع النصفي، موضحةً أن من ضمنها الأطعمة الغنية بڤيتامين “ب المركب” مثل الأسماك والمكسرات والشوفان والسبانخ وشرب الماء بكميات وافية حيث إن الجفاف يزيد من الصداع، وتناول الفواكة والخضار، وتناول أطعمة غنية بالمغنيسوم مثل حبوب القرع وحبوب الكتان والجوز، وتجنب الجوع.
وفي الجانب المعاكس عددت اختصاصية التغذية “مي الشماسي” الأطعمة التي تتسبب في زيادة نوبات الصداع، مبينةً أن من أبرزها؛ مادة التيرامين وتوجد في الأجبان المعتقة مثل الجبنة الزرقاء والشيدر والبارميزان، والمأكولات والمشروبات شديدة البرودة مثل الآيس كريم، ومادة الغلوتمات وتوجد في الخضار المعلب وصلصة الصويا والأكل الصيني، ومنها أيضًا الأطعمة المتبلة في محلول ملحي مثل المخللات.