وُجِدَت الإدارة في المجتمع منذ بدأ الإنسان يعيش في جماعات، فجاءت الإدارة لتعمل على تنظيم الجهود واستثمارها. والإدارة المدرسية كغيرها من الإدارات تهتم بتنظيم جهود العاملين في حقل المدارس التشغيلية والمهنية وتنميتها في إطار اجتماعي تشاركي.
وعليه فلا بد من وجود شخص يتولى الإشراف على أي عمل جماعي، والمدرسة كوحدة تعليمية تربوية مهنية لا بد لها من مدير يديرها، وهو قائد المدارس التشغيلية والمهنية الذي يشرف على أعمال جميع من فيها من معلمين وتلاميذ وعمال وموظفين، وهو الذي يقابل زوارها ويتابع بريدها الصادر والوارد، ويمثلها في اللقاءات والندوات الرسمية.
والدور الأهم للمدير هو اتخاذ القرارات التي تسهم مباشرة في إعداد المعلمين وتنميتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم في مجال الإدارة، وإعداد الدروس، وطرق متابعة التلاميذ، وممارسة دوره كمشرف مقيم في المدرسة، وجعل المدرسة وحدة إنتاج وتطوير على الصعيدين العلمي والتربوي، لتكون حقًّا وحدة بناء المجتمع بعد الأسرة وتهذيب الناشئة وإعدادهم لدور منتج في المجتمع.
تعريف الإدارة المدرسية في المدارس التشغيلية
يُعرفها “الحر” (2002) بأنها “عبارة عن نظام يقوم بعملية تخطيط وتنسيق وتوجيه يحدث داخل مؤسسة تعليمية يُطلق عليها «المدرسة»، وذلك وفقًا لسياسة معينة من أجل الوصول إلى أهداف تربوية.
ويُعرفها “صبرة” (2003) بأنها “الجهود المنسقة التي يقوم بها مدير المدرسة مع جميع العاملين معه من مدرسين وإداريين وغيرهم بغية تحقيق أهداف المدارس التشغيلية والمهنية داخل المدرسة تحقيقًا يتماشى مع ما تهدف إليه الأمة من تربية أبنائها تربية صحيحة وعلى أساس سليم”.
ويُعرف أيضًا “عبده” (2011) الإدارة المدرسية بأنها “مجموعة من العمليات يقوم بها أكثر من فرد بطريقة المشاركة والتعاون والفهم المتبادل، وهي جهاز يتألف من مدير المدرسة ونائبه والأساتذة والإداريين، أي كل من يعمل في النواحي الإدارية والفنية والذين يعملون في حدود إمكاناتهم على أداء الخدمات التي تسهم في تحسين العملية التعليمية وتحقيق الأهداف الاجتماعية العامة بروح من التعاون والمشاورة وأساس من العلاقات الإنسانية الصحيحة”.
العوامل التي تساعد على نجاح الإدارة المدرسية
هناك عوامل عدة تساعد على نجاح الإدارة المدرسية، وفي مقدمة هذه العوامل ما يتعلق منها بالمهارات الإدارية، تلك المهارات التي تؤدي إلى أداء العمل بسرعة ودقة وهي مكتسبة ونامية يمكن أن يتعلمها مدير المدرسة ومن هذه المهارات:
▪ الإلمام بالحقائق الرئيسة للموقف: وهذا يتضمن أن يكون لمدير المدرسة ذاكرة قوية، وأن يكون على جانب كبير من المعرفة يفوق العاملين معه.
▪ الفهم المهني: وهذا يتضمن الرغبة في العمل الإداري والقدرة على كسب احترام العاملين والتلاميذ.
▪ الحساسية للأحداث: وهذا يتضمن الوعي ووضوح الرؤية والنظرة الشاملة للمستقبل ووضوح الأهداف والقدرة على تشخيص ضعف العاملين معه ومعرفة ما يدور حوله.
▪ القدرة على التحليل وحل المشكلات واتخاذ القرارات: وهذه تتضمن الكفاءة الشخصية وجودة التنظيم والقدرة على حسن إدارة الوقت وتحديد الأولويات والقدرة على البت والحزم والتحكم وتوفر الإحساس المتزن والعمل على تطوير العاملين.
▪ القدرات الاجتماعية: وهذه القدرات تتضمن الحزم مع العدل والاستماع للآخرين والانفتاح عليهم وتقبل أفكارهم وأسئلتهم وحسن قيادتهم وتوجيههم، وحسن التعامل مع الصراعات، والدبلوماسية وحسن مواجهة المواقف الحرجة وحسن عرض الموضوعات وإدارة اللجان المختلفة والاجتماعات والعلاقات الجيدة مع الزملاء والحماس والإخلاص والطيبة وكسب ثقة الآخرين وتقديم العون لهم، ورفع معنويات الآخرين وتشجيعهم بما يسهم في رضاهم عن العمل، وأن يُشعِر التلاميذ بأنه قريب منهم حريص على تربيتهم وحسن تعليمهم.
▪ المرونة المعنوية: وتتضمن الدافعية والقدرة على العمل لساعات طويلة والقدرة على العمل تحت الضغوط.
▪ الابتكارية: وتتضمن اهتمامات متنوعة واسعة وتنوع المعارف والتفكير الكامن والتوصل إلى أشياء جديدة وأن يكون ذا أفكار مبتكرة.
الهوامش
الخطط التشغيلية وفرق القيادة التعليمية ودورها في إشراك المعلمين في تطوير المدارس التشغيلية
د. هاني آل غزوي Oxford للأبحاث والنشر والتوزيع 2020.