يا آلَ بيتِ المُصطفى إنِّي بكم
مُتَمَسِّكٌ و بحبلِكم مُستعصِمُ
ما مرَّ فينا ذِكرُ طه جدِّكم
إلّا و صَلَّى السَّامعونَ و سلَّموا
يا سادتي و لكم عظيمُ مَودَّةٍ
في القلبِ ما زالت بنا تترنَّمُ
إن جَاءَ مِيلادٌ لِطُهرٍ مِنكمُ
ألفيتمونا بالمسَرَّةِ نقدِمُ
و نحُلُّ حفلاً فيهِ يُصغي سمعُنا
لمدائحٍ في فضلِكم تتكلَّمُ
إنَّ المجالسَ فاحَ فيها طِيبُكم
و بها يهيمُ مُولَّهٌ و مُتَيَّمُ
قد أصبحت برنامجاً بحياتِنا
مِن دُونِها طعمُ الوِلا لا يُعلَمُ
أنتم صِراطُ الله جلَّ جلالُهُ
مَن كانَ يسلُكُهُ نجا و يُنَعَّمُ
سُفُنُ النَّجاةِ لِمَن يرومُ نجاتهُ
أنتم و أنتم للبريَّةِ أنجُمُ
قد أوجبَ الباري مَوَدَّتكم على
كُلِّ الخلائقِ و هيَ فرضٌ مُبرَمُ
إنَّ القلوبَ لحَيَّةٌ بِوجودِكم
فيها و أنتم عُروةٌ لا تُفصَمُ
طُوبى لنا في حُبِّكم و ولائكم
فبذاكَ طهَّرنا المَليكُ الأعظمُ
مَن كانَ مُعتقِداً بكم يا سادتي
فلَهُ بيومِ الحشرِ يأتي المغنَمُ
يسقيهِ حيدرُ عندَ حَوضِ المُصطفى
كأسَ الزُّلالِ و ثغرُهُ مُتَبسِّمُ
يا آلَ طه ما المديحُ و ما الثَّنا
و بكُنهكم ربُّ الجلالةِ أعلَمُ
نرجو الثّوابَ مِن الإلهِ بمدحِكم
و نوالَكم فيما نقولُ و ننظِمُ
أنتم طريقُ السّالكينَ لربِّهم
أبوابُهُ أنتم و أنتُم معلَمُ
أنتُم لنا كهفٌ و أنتُم ملجأٌ
يأتي لنا مِنْهُ الأمانُ الأعظمُ
أنتُم ملاذٌ للأنامِ و مفزَعٌ
أنتُم شِفاءٌ للعليلِ و بلسَمُ
و لقد رَضَعنا حُبَّكم و ولاءكم
و رِضاعُنا لِمَماتِنا لا يُفطَمُ
حُجَجُ الإلهِ على البرايا أنتُمُ
و بِكُم تُفاضُ على العوالِمِ أنعُمُ
ألطافُكم عمَّت بنا و توضَّحت
لم يُحصِها عندَ الحسابِ مُرَقِّمُ
أُلقي عليكم مِدحةً تبقى على
مَرِّ العُصُورِ و جُودُكم لا يُعدَمُ
فتقَبَّلوا مَدحاً أتى مِن خادِمٍ
و بضاعةً مِنْهُ أتت و تكَرَّموا
صَلَّى عليكُم ربُّنا ما أشرقت
شمسٌ و ضاءَت في الّليالي الأنجُمُ .