ربيتني ما نسيتُ الحُب أحفظُهُ
وما قطعتُ الوصل بين البحر والشجرِ
إنَّي لأحمِلُ في ذاتي القطيفَ وكَمْ
حَمَلتُ في صِغري نَخلي وفي كِبَرِ
وكلَّما ارْتَطَمَتْ بالشوق ذاكرتي
أظنُّهُ النخلَ فيها حاملَ القَمرِ
تنزلتْ لي قضاءً واقعًا قَدرًا
وكالقَضاءِ أنا منها وكالقَدَرِ
هذا الهواء هواها
كلُّ بوصَلةٍ
لَها تُشيرُ وإنٌ بالغْتُ في سَفَري
وقلت يا ولدي
إن الهوى غرسٌ عَتيق
نَمَّتْ لديه خمائلُ الخيرِ
كُلُّ الطيور الَّتي آوت
لعلوِ أغصانِها شَهدتَها واحةً
مرصفةً بالذُرِ
عينٌ كعينِ فراشةٍ حسناءِ
يشدوا بها الشعرُ بلا نايٍ ولا وَتَرِ
يُرمّم ثغرَها هذا الهوى
وكأنها شَهدُ نخلةٍ غنّاء
بَاسِمةِ الثَّغْرِ
ويهطل من عينيّ
دمع مسافرِ
تَرَامَى بَين أزقتها بتنفُّسِ الزَّهْرِ
أمشي في ظلالها
وعشقي بضاعتي
وطين دكاكين القطيفِ
رَيحَانَةُ العُمْرِ
وإن غَازَلَتْهَا
غارت الشمس حينها
مِنَ القَمرِ الدافي ومحضرهِ السِحري
ولو أن قلبًا
ليس في نَبضِهِ من القطيف هواءٌ
فهو قَلبٌ قُدَّ من حَجرِ