في سنابس.. الاختصاصي النفسي جلال الناصر: الاختيار المناسب خطوة لنجاح العلاقات الزوجية وخيبات الأمل تنهيها

أوضح الاختصاصي النفسي جلال الناصر، أنّ الزواج الناجح يبدأ بالاختيار المناسب للشريك، حيث يتوفر الحد الأدنى من الاتفاق حول بعض القضايا التي تهم الحياة الزوجية من حيث التقارب في المستويات الثقافية والاجتماعية والطبقية، والقدرة على تحمل المسؤولية وإدارة دفة الحياة المشتركة وما يعتريها من مشكلات؛ للوصول إلى السعادة المنتظرة التي يأملها كلا الزوجين.

وقال “الناصر”: “إنّ الزواج الناجح يعتمد على التواصل الفعال، وهو حوار يقود إلى تقليص الضغط أو تقديم الدعم للشريك”، مشيرًا إلى أنّ التواصل الأسري يتضمن التأثيرات النفسية، الانفعالية، والسلوكية المتبادلة بين الزوجين، بحيث يكون السلوك الإيجابي لأحدهما مؤثرًا وفعالًا في تشكيل السلوك الإيجابي للآخر، فالتواصل الفعال يُعد حجر الزاوية الذي ترتكز عليه الحياة الزوجية في تحقيق أهدافها، وكذلك توفير الاتزان الحيوي والاستقرار الانفعالي، والأمن الاجتماعي للأسرة.

وتطرق خلال محاضرته إلى بعض القصص الواقعية التي انتهت بالطلاق؛ حيث كان أحد أسبابها الخذلان، وهو حدثٌ وقعه مؤلم على شريكة الحياة، مبينًا أنّ خيبات الأمل تحدث من خلالها ندوبٌ وتشوهاتٌ نفسية، وهو أصعب شعور يمكن أن يُعايشه الإنسان خصوصًا المتزوجين؛ فالعلاقات الجميلة تنتهي بالرغم من كل السنوات التي مرت بهم.

وعدّد مراحل العلاقة العاطفية وهي؛ مرحلة الارتباط، الإنكار والشك، القرار، الحب الصادق، وخيبة الأمل.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، بعنوان “قناديل المحبة” وقدمها الاختصاصي النفسي جلال الناصر، أمس الأربعاء 8 ربيع الآخر 1444هـ، بحضور 105 أشخاص من المهتمين.

وأشار “الناصر” إلى العوامل الثلاث التي تعتمد على الاختيار الناجح لشريك الحياة وهي؛ عامل التجانس، عامل المكان، وعامل القيمة، موضحًا أنه عندما تختلف هذه العوامل الثلاثة لا يتحقق نجاح الحياة الزوجية.

وعدّد كذلك أشكال الاتصال الأسري ومنها؛ الإيجابي وهو عِبارة عن سلوكيات لفظية وغير لفظية، تتسم بالمرونة والتعاون والرغبة الحقيقية في حل المشكلات، بطريقة واقعية تتميز بالتفاهم والرضا بين الطرفين. والهجومي؛ ويُعبّر عنه بالسلوكيات اللفظية وغير اللفظية التي تتسم بالتهديد والعتاب، وبالتالي تُثير اتجاهات واستجابات دِفاعية مضادة مع الآخرين. وأما الانسحابي؛ فيتسم بتجنب مواجهة المشكلات وحلها بشكل إيجابي، حيث ينكر الفرد مسؤوليته في أي خلاف وتسود اللا مبالاة وعدم الاهتمام.

ولفت “الناصر” إلى مظاهر الاتصال وهي؛ المشورة، المشاركة، الروح الفكاهية، الروح التضامنية، والعلاقة الحميمية.

وتحدّث عن مستويات التواصل الوجداني بين الزوجين وهي؛ العاطفة والتي يقصد بها مدى التجاوب والتقارب الجسدي والجنسي ومدى تلبية الحاجات الانفعالية. والألفة وهي؛ مدى الراحة والمودة والسكينة بوجود الشريك. والالتزام وهو؛ الرغبة في البقاء مع الشريك طوال الحياة، وعدم التفكير في تغيير الشريك أو التخلي عنه.

وبيّن أساليب الحوار الإيجابي بين الزوجين؛ الحوار العقلي والوجداني وهما اللذان يُشعلان قناديل المحبة بين الزوجين، ويرفعان مستوى الذكاء العاطفي بينهما.

وأشار “الناصر” إلى المفاهيم الأساسية في العلاقة الزوجية وهي؛ الحب، الاحترام، التفاهم، الانتماء، التعاون، والصداقة. مبينًا أن الجوانب الأساسية في التوافق الزواجي هي؛ الجانب العاطفي، الجنسي، الديني، المادي، والثقافي.

وأضاف أن نجاح الحياة الزوجية يكون أساسه الاختيار الصحيح، بما يتناسب مع أفكارك ومشاعرك، وثقافتك ودينك، كشريك حياة ليتحقق الحب.

واختتم “الناصر” محاضرته بالإجابة عن تساؤلات الحضور، وأوصى الأزواج قائلًا: “أشعلوا -دومًا- قناديل المحبة والألفة بينكم، ليبقى الزواج ناجحًا على الدوام، من خلال استمرارية قناة التواصل الإيجابية التي تربط بينكم، وتسمح لحياتكم بالنمو والنضج النفسي والاجتماعي في إطار يسعدكم”.




error: المحتوي محمي