البروفيسور العوامي يرد على المغالطات حول مرض السرطان ويؤكد: 90‎% من الحالات تتعافى عند اكتشافها مبكرًا

أوضح البروفيسور الدكتور ماجد العوامي عددًا من المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول مرض السرطان، وذلك في حوار مع عضو جمعية الأمل لمكافحة السرطان بالقطيف أمين الزهيري، والذي أجري بعنوان “أهمية العلاج الجراحي لمرضى السرطان” عبر البث المباشر على برنامج الإنستغرام.

وأكد الدكتور العوامي أنه ليس من الضروري ظهور آلام مؤذية في إحدى مناطق الجسم ليعد ذلك من أسباب السرطان، حيث إن بعض السرطانات كسرطان الثدي لا تظهر فيه الآلام على المريض إلا إذا وصلت إلى منطقة توجد فيها حاسات الألم، فإذا ظهر الورم في عمق نسيج الثدي لم يشعر المريض بأي ألم؛ لأنه لا توجد به حاسات ألم، مشيرًا إلى أن هناك سرطانات تسمى الصامتة كسرطان البنكرياس، حيث إن المصاب لا يشعر بألمه إلا إذا وصل إلى مراحل متقدمة جدًا.

وبيّن أنه من المغالطات المنتشرة أن عملية فحص الماموجرام تحرك الخلايا النائمة فتسبب السرطان أو تزيد من الخلايا المسرطنة، وهذا أمر غير صحيح؛ حيث إن كمية الإشعاع التي يصدرها ضئيلة جدًا جدًا.

وأكد أن 90‎% من حالات السرطان تتعافى وتعود لحياتها الطبيعية حال اكتشافها وعلاجها في وقت مبكر، كما حث على المبادرة بالذهاب للمستشفى والفحص، إذا أحس الشخص بأي تغير في الصدر أو التنفس أو جهاز الإخراج، للاطمئنان على حالته الصحية وللزيادة من فرصة النجاة.

وشرح الدكتور العوامي الأسباب التي تدعو للخضوع للجراحة وآلياتها، قائلاً: “إن الجراحة والسرطان متلازمان، حيث إن كل أنواع السرطان باستثناء سرطان الدم للجراحة دور فيها، ويأتي ذلك في ثلاث مراحل؛ الأولى التشخيص وهو أخذ عينة من المنطقة المشكوك فيها وترسل العينة إلى المختبر لتحلل لمعرفة ما إذا كانت سرطانًا أو غيره فيمكن أن يكون الورم حميدًا أو خبيثًا، والفاصل هو التحليل”.

ولفت إلى أن المصاب يصبح غير مهدد بالموت في حال الاستئصال الكامل في الوقت المناسب وأخذ العلاج الكامل، كما أنه لنوع السرطان دور أيضًا؛ حيث إن سرطان الجلد يعيش صاحبه سنوات طويلة، وسرطان الغدة الدرقية يعد من الأنواع البطيئة في الانتشار، وبعضها ما إن تستأصل يعود الشخص لحالته الطبيعية.

وقال إن العلم يتقدم بسرعة كبيرة جدًا، ففي السابق لم نكن نعرف أن بعض السرطانات والأمراض الأخرى موروثة، أما الآن إذا اكتشفنا أن المرأة مثلًا الإصابة فيها جينية ومعرضة للإصابة بسرطان الثدي لأن أحد أقربائها من الدرجة الأولى مصاب وهي حاملة للجين المصاب، فيمكنها قبل ظهور أعراض السرطان أن تذهب وتستأصل الثديين قبل أن يبدأ المرض وينتشر بها.

ونصح السيدات اللاتي لهن قريبات من الدرجة الأولى مصابات بالسرطان بأن يبادرن بالفحص عن طريق الماموجرام أو ما يشابهه قبل سن الأربعين؛ لأنهن يصبحن من المعرضات للإصابة، وأن تستمر السيدة في الفحص الذاتي بشكل دوري واعتماده كعادة شهرية في وقت محدد.

وحث الناس على اتخاذ نمط صحي لرفع المناعة والاهتمام بالأكل المتوازن والنشاط البدني؛ حيث إن الحركة تجدد حيوية الشخص وترفع كفاءة القلب والأوعية الدموية، كما أشار إلى ضرورة تعزيز الصحة النفسية؛ إذ إن البعض من حالات الاكتئاب يصابون بالسرطان.

وأكد الدكتور العوامي ضرورة عدم التخلي عن دعم المريض وذويه، فللجراح مسؤولية كبيرة؛ لأن المريض وثق به وسلمه نفسه، ودوره أن يكون متواجدًا ومتفاعلًا ويطمئن المريض وذويه حتى يخرج من العملية مرتاح البال، وبعدها تأتي مرحلة ما بعد العلاج وهي علاج الجانب النفسي للمريض.



error: المحتوي محمي