كم درعًا في بيتك؟!

“درع” لم نسمع هذا الاسم سابقًا إلا في الحروب وأول ظهور لها، كما يقال في العصر البرونزي لظهور آثار لها في بعض دول العرب كـ مصر والعراق، وأيضًا يقال في أوروبا بأن اليونان القديمة كانت من الأوائل في استخدامه حيث ظهرت آثار لها في الألفية الثانية قبل الميلاد وأن هوميروس ذكرها في ملحمته المشهورة الإلياذة.

ولكن الآن نسمع هذا الاسم كثيرًا في مواقع غير الحرب كالتكريم!

وحقيقة، أجهل آلية وسبب إعطاء الدروع التذكارية التي تتداولها الوزارات والشركات والمؤسسات وهلم جرا، هذا الاسم (درع) لتقدمها كهدية امتنانية لمعلم أو موظف أو بطل ما أو شاعر أو حتى منشأة ما!

ولست أجهل حقيقة فقط كيف استخدم اسم الدرع في موقعين للحرب والدفاع وللسلم والامتنان مع أنهما نقيضان!

بل أجهل أيضًا السبب في تقديم مثل تلك هدايا في كل المجالات دون استثناء وفي أقل مناسبة!

دعونا نخمن وربما كل تخميننا خطأ وارد وربما كان صوابًا لا يغتفر!

هل لأنها ستكون مزركشة طوال الحياة باسم الجهة المقدمة منها أو اسم المدير أو المسؤول أو صاحب منتدى أو مركز وما شاكل ذلك مع اسم المقدمة له؛ يعني ستضمن الجهة المعطية نقش اسمها على التاريخ؟!

أو هل لأن الدروع باتت أسهل ماديًا وأضعف وطءًا للصرف من أي شيء آخر خصوصًا إن كان المكرمون كثر؛ يعني توفير مال! مع أن بعض المؤسسات تصرف أموالًا طائلة في جودة الدرع وشكله ولونه وصناعته؟!

هل لأن الدروع التذكارية أسهل في الحصول عليها إذ باتت محلاتها تتسابق فنيًا في ذلك حتى ملأت الأرجاء لربحية تلك التجارة؛ يعني توفير جهد؟! أو أيضًا لأنها تحمل طابع المساواة ولذا نلجأ لها؟!

طيب لو ظل يجمع في تلك الدروع وتوفى وصارت عند أولاده وافتخروا به وأحفاده ولين وصل حويس الخمسين طبعًا ما أقصد أخينا (لويس) ما لنا به.

زين وبعدها وش استفاد هالمكرم بهذه الدرع؟! ذكرى أمجاد يعني؟! البكي على الأطلال يمكن؟! ما أدري!

لا وبعد يبغالهم مكانًا، يعني في خضم هذا الزمن المقتصد يعني لازم غرفة نفضيها من أولادنا نخلي اثنين مع بعضهما عشان الدروع مساكين وين يباتون خلينا عمليين مو؟!

طيب ربما نتفق معكم في تقديمها وروعة وجودها ولكن أقلا دسوا مع الدرع شيئًا عمليًا يسعده زيادة تخفف وطأة التفكير في المكان الذي سيشغل حيزًا بها.

مثل رزمة قرنقش في ظرف معدل مزين وكذا يعني متين شوي إذا لمسه.

لأن التساؤلات التي تراود ربما أغلب من تسلم درعًا تذكارية لماذا لا يبدل أو يرفق معها تحفيز نافع قريض على قولة أجدادنا مثلًا.

وعلى قولتنا؛ أقلا عشاء فاخر له ولعائلته احتفاء به وبإنجازاته في مسار حياته. أو زجاجة عطر تقدم له أو لمن أعانه حتى يصل لذلك كـ والديه مثلًا أو شريك الحياة أو بخور دوسري يملأ المكان امتنانا لسيرته العطرة. أو حتى علبة شوكولاتة سويسرية محشوة بعسل تتنقل بين الزهرات المنتقاة للاستفادة الصحية مثلًا أنا أقول مثلًا يعني. أو قهوة سعودية كما هي فاخرة دائمًا وأظنها الأكثر حبًا للجميع منذ الأزل.

طبعا نحكي عن كلا الجنسين في التكريم لا تخافوا كل شيء ولا نحن مثلًا عادي حقيبة ماركة طيب ما نصير طماعين حتى لو مش ماركة بس أمورها تمام، أو ساعة أو بطاقة لمحل ذهب أو فضة أو إكسسوارات أو حتى قلم كحل زين بعد لعويناتها.

يعني الزبدة أكيد ما ننقص من وقع الدرع في قلوبنا، ولا نقلل من شأنها في أرواحنا بل هي جميلة بكل حالاتها، بس يعني لو معها شيء ينفع أكثر وله وقع أكثر يعني أقول لو كنتم مصرين مرة على الدرع التذكارية السلمية طبعًا.

عشان ما يرضيكم أحد من باب الدعابة يقول لنا على أول ووسط وآخر حياتنا: كم درعًا في بيتك؟!



error: المحتوي محمي