لا تجعل الكسوف يكسف نظرك!

اليوم الثلاثاء ظهراً سيختفي ضوء الشمس ووهجه وستظهر الشمس بشكل كسوف حلقي واضح لكن ضررها وخطرها سيبقى موجودًا لن يكسف ولن يختفي.

النظر للشمس سواء في الأوقات العادية أو وقت الكسوف مضر جداً للعين وقد يسبب حرقًا لمركز الإبصار في الشبكية مما يؤدي للعمى وهذا لا يمكن علاجه.

ففي وقت الكسوف لا تصدر الشمس أشعة إضافية عن الأيام العادية ولكن في الأوقات العادية بسبب ضوء الشمس المرئي -وهو مضر أيضاً- فإنه لا يمكننا التركيز في الشمس كثيراً وبؤبؤ العين يضيق بالضوء، والمشكلة تزداد في الكسوف؛ حيث بسبب غياب الأشعة المرئية لا يضيق بؤبؤ العين مما يسمح بدخول كمية أكبر من الأشعة الضارة تحت الحمراء وفوق البنفسجية والتي تضر شبكية العين مما يؤدي إلى عمى جزئي أو كلي يسمى “اعتلال الشبكية الشمسي” وهو لا علاج له، كما قد تؤدي إلى اضطراب في الرؤية العامة وتحديد الألوان والأشكال أو ظهور بقع ونقاط في مجال الرؤية.

لا مشكلة في الخروج وقت كسوف الشمس وممارسة الحياة العادية في الخارج والتعرض لأشعة الشمس المكسوفة ولكن بدون النظر لقرص الشمس أو محاولة رؤية الظاهرة الكونية.

فالحذر الحذر من التركيز في القرص ومحاولة رؤيته فضرره كبير وقد لا يظهر بشكل مباشر وإنما بعد ساعات وبدون ألم، والضرر قد يكون مؤقتًا لساعات وقد يكون دائمًا طوال العمر إذ لا علاج له.

وسواء النظارة الطبية أو حتى النظارة الشمسية لا تحمي وقت الكسوف.

دخول الأشعة الضارة للعين يسبب ضررًا لأنسجة وخلايا الشبكية قد يظهر بشكل مباشر أو بعد ساعات وأكثر وبدون ألم، وقد يكون الضرر دائمًا لا علاج له مسببًا العمى وقد يكون مؤقتًا.

أما من يريد ويرغب بمشاهدة الكسوف فيمكن له أن يقوم برؤيته بنظارات خاصة للكسوف ويجب التأكد أنها سليمة ولا يوجد بها أي ثقب والأفضل حتى معها ألا يكون التركيز متواصلًا لساعات.

لحماية أعينكم وضمان سلامتها. فإن لم تجدوا النظارات الخاصة المضمونة فاستمتعوا بمشاهدة الظاهرة الفلكية بأمان تام عبر شاشات التلفاز والإنترنت وبشكل مباشر، وسبّحوا الله واحمدوه على نعمه.


مسؤولة قسم البصريات في مستشفى المغربي/د. فاطمة عبدالكريم النمر



error: المحتوي محمي