فَدَيتُكِ شَمسَ الهَوٰى شَعْشِعِي
فمنكِ الشعاعُ رَوٰى مَطْلَعِي
رَأيْتُ المَحَاسِنَ تَغْزُو الفُؤَادَ
وَيطْوِي شُعَاعُ الهَوٰى أضْلُعِي
عُيُونٌ تُرَاقِصُ فِي غَمْزِهَا
كَأوْتَارِ عُودٍ .. تُغَنِّي مَعِي
أُنَاظِرُ فِيهَا شُعَاعَاً بَدِيعَاً
فَسَبَّحْتُ للخَالِقِ المُبْدِعِ
وَطَيفٌ غَزَانِي غَزِيرَ الشُّعَاعِ
فَآوَيْتُ فِكْرِيَ .. لِلْمَخْدَعِ
وَطَافَ فُؤَادِيَ فِي جَوْلَةٍ
عَلٰى وَجْهِهِ حَاسِرَ البُرْقُعِ
شُعَاعٌ تَمَدَّدَ فَوقَ الرِّمَالِ
وَمَالَ بِسِرٍّ عَلٰى المَضْجَعِ
وَمِنْ غَيْمَةٍ تَسْتَدِرُّ السَّحَابَ
تُظَلِّلُ طَيْفَ الهَوٰى اللَّوْذَعِي
لِيَنْسَابَ مِنْ بَطْنِهَا هاطِلٌ
كَنَهْرٍ جَرٰى فِيهِ أوْ مَنْبَعِ
وَنَاهِيكَ قَلْبٌ أحَبَّ الوَفَاءَ
كَجِذْعٍ تَسَامٰى عَلٰى الأفْرُعِ
وَيَطْفَحُ نَهْرٌ بِمَاءِ الهَوٰى
وَيَنْسَابُ مَاءُ الهَوٰى بَعْبَعِ
أَطِلِّي بِثَغْرِكِ حَيْثُ الهَوٰى
يُهَبْهِبُ لُطْفَاً عَلٰى مَسْمَعِي
وَأغْمِزُ صَدْرَاً حَوَاهُ الحَنِينُ
بَطِيئَاً تَسَامٰى وَلَمْ يُسْرِعِ
كَأنَّ البُدُورَ تُنَاغِي الهَوٰى
وَتُخْبِرَ شَمْسَاً عَنِ الأَرْبَعِ
تَقُولُ بِأنَّ غِيَابَ الشُّمُوسِ
لَهَا حَاضِرٌ تَاهَ بِالْمِلْفَعِ
وَمِنْذُ غَزَانِي شُعَاعُ الهَوٰى
رَأيْتْ بِأنَّ الهَوٰى مَصْرَعِي
