تزكية النفس

لو ما الحسد ما مات أحد!

اتق شر من أحسنت إليه!
تحلف لي أصدقك أشوف أفعالك أستعجب!
إيش عرفك أنها كدبة قال كبرها!
من قلّة الخيل شَدْو على الچلاب سروج!

أمثال وحكم متوارثة جاءت تعبر عن تجربة محددة وشاع استعمالها عند وقوع تجارب أو أحداث مماثلة للتجربة الأصلية.

فهي كلمات أو أمثال أو عبارات كنا نسمعها ونعتقد أنها كانت تستخدم في ذاك الزمان لعلها كانت فعلًا تتناسب مع الأفكار التي كانت موجودة أو المعتقدات التي كانت سائدة في ذاك الحين.

إلا أن تلك المعتقدات قد حصل لها تحديثات وتغيرت في اعتقادنا الطيب أو لقلة خبراتنا مع الناس التي تكون من نفس هذه الفئة أو لعله لم يحن لنا اختبار معهم فنعتقد أن هذه الفئة من الناس قد انتهت أو تطورت أو لعلها اهتدت، لكن الأيام والمواقف قد تتيح لك هذه التجربة الفريدة.

تجربة حقيقية فيها الكثير من العبر قد تأخذك إلى ساعات من التأمل في نعم الله وكيفية لطفه معك، وكيف شملتك رحمته حين رفعك وحين هداك وحين أتاح لروحك النور لترتقي حين أدخل في نفسك شعاع الإيمان ليضيء قلبك وفكرك فطهرك من دنس الشعور والأفكار وحماك لتتقيه في قولك، وتشعر أنه داخلك فتخجل وتراعي فعلك.

وقد تصدم إلى أن تسجد باكيًا في أحد المواقف مع أحدهم ليس لأن هذا الإنسان أخطأ في حقك أو ظلمك أو شتمك لا بل حينها أيقنت كيف هو كرم ربك عليك كيف فضلك على الكثير من خلقه حين هداك وحين جعلك متصلًا به هذا الاتصال. حين عرفك نفسه فصرت تخشاه وتعلق قلبك به وصرت لا ترغب إلا رضاه ولا تحب ولا تعشق سواه.

وإن سعيت لرضا الناس أو حبهم فهذا فقط لأنهم منه وتابعون له وتراعيهم فيه ولأنه رفعهم وكرمهم وعرفك حقوقهم، فالحمد لله دئمًا أبدًا لوجود هذه الفئة رغم سوءها والحمد لله الذي أتاح لي أن أعبر رحلة الحياة ولي معهم تجارب وقصص وأحداث تعلمت فيها الكثير وقربتني لربي حينها أكثر وصرت عند سماعي دعاء مكارم الأخلاق أسمعه بمشاعر أكثر حساسية من ذي قبل، وأكثر رغبة في التطهير الروحي وتزكية النفس.

{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}؛ إن السعي لتحقيق التزكية في النفس هي من أكبر الأمور التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها، وهي لا تحصل إلّا بحسن التعامل مع الخلق والخالق فالتزكية تعني تطهير القلب من سوء الأخلاق والأعمال.



error: المحتوي محمي