على امتداد مساحة بطول 6 أمتار و70 سنتيمترًا وعرض 10 أمتار، جسدت الفنانة زينب الماحوزي مشاعر التسامح، وكيف تحرر الإنسان من الكثير من القيود، في لوحة جدارية ضمن مشاركتها في النسخة الأولى من مهرجان “شفت 22” لفن الجداريات في مستشفى عرقة بالرياض.
وشوشة تسامح
ووشوشت “الماحوزي” جداريتها برسالة تمس كل من قرر أن يتخذ من التسامح منهجًا أخلاقيًا له، ورمزت للتسامح بحمامة تطلقها فتاة كقرار للتحرر من كل السلبيات، فيما مزجت مجموعة من الألوان بعد الحمامة رمزًا للمستقبل المشرق الذي تتوقعه بعد قرار التسامح.
رسالة الفنانة زينب في لوحتها كان اختيارها متعمدًا، تقول لـ«القطيف اليوم»:” بالرغم من المحافظة على سرية العمل من باب الاتفاق والعقد، إلا أنني كنت أعرف أن المهرجان ضخم، لذلك اخترت فكرة اللوحة لأنني أعلم أنه سيحظى بالكثير من الزوار، فالمبنى السكني لمستشفى عرقة تحول لمتحف فني وليس لمبنى سكني فقط، لذلك قررت أن أنشر هذه الرسالة، حتى تصل لأكبر شريحة”.
الإستنسل جرافيتي يحرك عقارب الساعة
7 أيام اقتطعتها “الماحوزي” من وقتها لتحضير الإستنسل، حيث اعتمدت في عملها على فن الإستنسل جرافيتي، وهو عبارة عن شرائح تقوم بتفريغها بالمشرط لصنع قوالب طباعة والبخ من خلال الثقوب بالبخاخ، فيما استغرقت 5 أيام للانتهاء من الجدارية.
ابنة القطيف بين 30 فنانًا
وصافحت جدارية “الماحوزي” عددًا من الأعمال الضخمة لـ30 فنانًا، بينهم فنانون محليون من مختلف مناطق المملكة كجدة والرياض، وخليجيون من دولة الكويت، وآخرون عالميون من مختلف دول العالم؛ كأمريكا وأسبانيا ولندن وميامي، لتكون بذلك الفنانة الوحيدة من محافظة القطيف.
عن المهرجان
أطلقت هيئة الفنون البصرية مهرجان “شفت 22” وهو مهرجان سنوي لفن الجداريات، والذي يقام في مستشفى عرقة بالرياض، خلال الفترة من 13 إلى 30 أكتوبر 2022، وسيقدم أعمالًا فنية لأكثر من 30 فنانًا محليًا وعالميًا، للاحتفال بفن الجداريات في المملكة وجميع أنحاء العالم.
ويأتي المهرجان بمشاركة القيم الفني وكالة كرييتف فيلوسيفي (Creative Philosophy) ومقرها نيويورك، حيث تركز النسخة الأولى من مهرجان “شفت 22” على أسلوب الأنماط الهندسية المستوحاة من العناصر المعمارية لمستشفى عرقة.
وهو عبارة عن تحويل المبنى السكني لمستشفى عرقة بالرياض إلى مركز فنون وجداريات جرافيتي، بتنظيم شركة باليش وندر ستيديو Balich wonderStudio -ksa، بدعم من وزارة الثقافة وهيئة الفنون البصرية، وبتواصل قبل شهر ونصف قبل إقامة الحدث Filippo perfido- creative producer و Elaf baghanem – artisti coordinator، والمدير الفني Shai baitel.
ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على واحد من أحدث أشكال الفن في المملكة، من خلال تقديم مجموعة من الأعمال الفنية للاحتفاء بفن الجداريات.
ويتضمن المهرجان أكثر من 35 عملًا فنيًا، ولقاءات حوارية، وورش عمل متنوعة، وأنشطة إبداعية.
وتضم مناطق المهرجان الجداريات، والأزياء العصرية، والموسيقى، والتزلج، وعربات الطعام، أما أبرز الفنون التي تطرح خلاله فهي: فن الجداريات، ويعمل الفنانون المشاركون في المهرجان على استغلال مساحات جدران المستشفى لإظهار مواهبهم وإبداعهم بالأعمال الفنية المميزة، والأعمال التركيبية؛ العروض الفنية والأعمال التركيبية الصوتية والمرئية المقدمة من الفنانين والتي حولت المستشفى إلى متحف ليلي فريد من نوعه بطريقة إبداعية مميزة، والمنحوتات: إعادة تدوير واستخدام الحطام والمواد المتواجدة في المستشفى لصنع منحوتات خلابة.
