رسم الضحكة على وجوهنا بقلمه “الرصاص” وحبره الأزرق، وعبر عن الواقع الذي نعيشه بفرحه وألمه، فلامس قلوبنا برسوماته وصوره الكاريكاتيرية الساخرة، والتي حملت بين طياتها رسالة، حاول الفنان “سامي الجشي” إيصالها لجمهوره، ومحبي فن الكاريكاتير.
فَطَانَة مُنذ الصغر
أبدع “الجشي”، في رسم الكاريكاتير مُنذ صغر سنه، حيث كانت لديه فطانة وذكاء في تحليل كل ما يسمعه ويراه من المواقف اليومية، فأبدع في البداية بقلمه “الرصاص”، في بث البهجة على من حوله بطريقة كوميدية ساخرة.
البداية
بدأ “الجشي”، رحلته مع الرسم والتعلم كأي طفل عادي، ولعل ما شجعه على ذلك عشقه للطبيعة، وحبه للجلوس بين النخيل والأشجار، ولكن كانت هناك لحظة مفصلية في مشواره الفني، حينما انتقل إلى المرحلة المتوسطة في المدرسة، وأعجب زملاؤه برسوماته، بل وشجعوه على الرسم.
موهبة موروثة
لعبت البيئة، والأسرة -على وجه التحديد- دورًا مهمًا في اكتشاف موهبة “الجشي”، حيث كان أحد أعمامه يعمل خطاطًا بالمنطقة ويتمتع بموهبة كبيرة، كما شجعه خاله أيضًا على الاستمرار في الرسم بعدما أبدى إعجابه برسوماته، وساعده في التواصل مع الجرائد لنشرها، لكن انقطاعه عن الدراسة كان بمثابة العائق أمام إخراج موهبته، بالإضافة إلى أن رسم الكاريكاتير لم يكن شائعًا في وقتها.
لم يكمل تعليمه
على الرغم من أن “الجشي” لم يحالفه الحظ لإكمال مشواره الدراسي، إلا أنه استطاع بإمكاناته البسيطة إتقان الرسم السريع للشخصيات، حيث كان يستغرق 4 دقائق فقط، واستمر في تطوير ذاته حتى دخل إلى عالم التكنولوجيا، وبدأ العمل على برنامج “الاسكتش بوك” وبرامج “البروكيت” في مدة زمنية قصيرة.
رسومات ورقية
وما زال “الجشي” يحتفظ ببعض رسوماته الورقية في البدايات، فهو يرى أن الأوراق ما زالت موجودة، ولكنها أصبحت أقل؛ بسبب الانتقال إلى الرسم الرقمي 2d.
صقل موهبته
وسعى “الجشي” لصقل موهبته، فانضم إلى أكثر من مجموعة للرسم، وكان من أبرزها جماعة الكرتون بقيادة الفنان ماهر عاشور، ما أتاح له الفرصة للمشاركة في عدد من الفعاليات بالدمام والقطيف.
حب الرسم والنقد
وتحدث “الجشي” عن سبب توجهه إلى فن الكاريكاتير، حيث أوضح أن حبه للرسم والنقد معًا جعله يتوجه إلى هذا الفن، إذ يرى أنه لا يمكن لمن يمتلك موهبة الرسم أن يتحول إلى رسام كاريكاتير دون أن يكون لديه حس النقد الساخر، معقبًا: “غالبًا عندما يختلف أصدقائي في نتائج المباريات أو في أي موضوع ينتهي بنقاش حاد، أرسم الحلول بطريقة كاريكاتيرية تسعد الجميع، فبهذا الاتجاه أجد أن الخلاف والجدال ينتهي بابتسامة”.
وأضاف “الجشي” أن فن الكاريكاتير يستطيع إيصال الفكرة والحدث بطريقة سهلة ومبسطة لجميع أفراد المجتمع باختلاف ثقافاته ومستوياته العلمية، من خلال تناول موضوع بهمومه ومشكلاته، متابعًا: “قد يلفت الرسم اهتمام الجميع بمختلف مسؤولياتهم في محاولة جادة وسريعة لوضع الحلول المناسبة، وإن كانت طريقة إيصال الفكرة ساخرة”.
مصدر إلهامه
وتحدث ابن الجش حول مصدر الإلهام الذي يستمد منه رسوماته، فأشار إلى الوضع الحالي الذي يعيشه مجتمعنا، موضحًا أنه مصدر إلهامه في معظم أعماله، حيث يحاول الترکیز علی هموم الناس في الحياة بطريقة ساخرة، إلى جانب رسم مشاهير السوشيال ميديا أحيانًا.
البرامج والكاريكاتير
وأعرب “الجشي”، عن رأيه في استخدام الكمبيوتر والبرامج الحديثة في إيصال الفكرة الكاريكاتيرية، مضيفًا:” فرض الكمبیوتر نفسه على الجمیع واليوم أصبح هذا الجهاز مهمًا بین الناس، ينفع الکثیر منهم، وبالتالي أتاح لنا فرصة التعلم واكتساب الخبرات”.
واختتم “الجشي”، حديثه قائلًا: “إنه يسعى جاهدًا لتوصيل أعماله الإبداعية إلى أكبر قدر ممكن من الناس؛ لبث البهجة على وجوههم ومساندتهم وتخفيف الألم والحزن عنهم، وإيصال صوته ورسالته لمن يملك حس الرسم، داعيًا إياهم إلى الاستمرار، لكي يحظوا بفرصة عمل أكبر تصل بهم للعالمية”.