خصائص المعلم في ظل القيادة التعليمية

يمكن تصنيف هذه الخصائص إلى فئتين رئيستين؛ خصائص شخصية عامة، وقدرات تنفيذية على هيئة واجبات وظيفية. ومن المهم التأكد أنه كلما استطاع المعلم تحصيل هذه الصفات ودمجها في شخصيته تمكن من امتلاك أساليب تعليمية مؤثرة وممارسة قدرة توجيهية في العملية التعليمية داخل الفصل وخارجه، ومن ثم إحداث أثر بالغ في شخصيات الطلبة. كما أن سعي المعلم لامتلاك هذه الصفات ومثابرته لاكتسابها واحدة تلو الأخرى خلال إعداده النظري والعملي داخل الكلية يُعد مؤشرًا إيجابيًا كافيًا على رغبته في صياغة شخصيته التعليمية وتطوير ذاته الإنسانية، ومن ثَمَّ على العطاء والتأثير التعليمي الفعال. فالمعلم في التربية المعاصرة الذي يستطيع أن يقوم بوظائفه المتعددة ينبغي أن يتصف بخصائص عدة وهي كالآتي:

1- الجانب العقلي والمعرفي: لما كان الهدف الأسمى للتعليم هو زيادة الفاعلية العقلية للطلبة، ورفع مستوى كفايتهم الاجتماعية، فإن المعلم يجب أن يكون لديه قدرة عقلية تمكنه من معاونة طلبته على النمو العقلي، والسبيل إلى ذلك هو أن يتمتع المعلم بغزارة المادة العلمية، أي أن يعرف ما يعلمه أتم المعرفة، وأن يكون مستوعبًا لمادة تخصصه أفضل استيعاب، ويكون متمكنًا من فهم المادة التي ألقيت على عاتقه تمكنًا تامًا، وأن يكون شديد الرغبة في توسيع معارفه وتجديدها، مرن التفكير يداوم على الدراسة والبحث في فروع المعرفة التي يدرِّسها وملمًا بالطرق الحديثة في التربية، كذلك يحتاج المعلم إلى معرفة طرق التعليم ووسائله وتشمل هذه المعرفة المعلومات النظرية الخاصة بتخطيط التعليم، وتحفيز الطلبة وتشويقهم للتعليم وكيفية توصيل المحتوى الدراسي باستعمال طرق فعالة ووسائل معينة تيسر تعلم الطلبة، وكذلك إلمامه بالمعرفة الخاصة بإدارة الصف، وتقويم تعلم طلبته وتوجيههم لمزيد من التعلم.

2- الرغبة الطبيعية في التعليم: فالمعلم الذي تتوفر لديه هذه الرغبة سوف يقبل على طلابه بموضوعية ودافعية، كما ينهمك في التعليم فكرًا وسلوكًا وشعورًا، ويُكرس جل جهده للتعليم فهي مهنة اختارها عن رغبة ذاتية يُشبع من خلالها حاجاته الإنسانية والاجتماعية، ويحقق من خلالها ذاته الاجتماعية والمهنية فيسعى للتعاون والابتكار لصالح المهنة كذلك يحرص على حضور الدورات التدريبية والاستفادة منها في مجال عمله وبذلك ينمو مهنيًّا ويتقدم علميًّا.

3- الجانب النفسي والاجتماعي: إن المعلم الكفء هو الذي يتمتع بمجموعة من السمات الانفعالية والاجتماعية، ومن أبرز هذه السمات: أن يكون متزنًا في انفعالاته وفى أحاسيسه، ويكون ذا شخصية بارزة.

أن يكون محبًا لطلبته، وأن يحترم شخصياتهم، ويكون حازمًا معهم. أن يكون ملتزمًا بآداب المهنة. يكون واثقًا بنفسه. يتصف بالمهارات الاجتماعية، لأن المجتمع المدرسي مجتمع إنساني يقوم على التفاعل الاجتماعي بين أعضائه من طلبة ومعلمين وإداريين وموجهين وأولياء أمور ويفرض هذا الواقع على المعلم أن يتعاون معهم جميعًا ويحافظ على علاقات إيجابية فعالة. يتميز بالموضوعية والعدل في معاملة الطلبة والبعد عن الانحياز والنظرة الشخصية سواء في تعامله اليومي مع الطلبة، أو في حكمه على نتائج تعلمهم وعلى إنجازاتهم أو إخفاقاتهم، حتى يشعر الطلبة أنهم في يد أمينة. يتميز بالموضوعية في تعامله مع مشرفه أو رئيسه المباشر حيث يتقبل توجيهاته وإرشاداته بصدر رحب، وعقل مفتوح ولا ينظر إليها على أنها إهانة موجهة لشخصه أو فيها انتقاص من قدره، لأن هذه النظرة تحول بينه وبين نموه المهني وتحد من درجة تقدمه في مهنته. يتحلى بالصبر والتسامح وطول البال حتى يتحمل القيام بدوره ومهامه من منظور الرسالة التربوية الجديرة بالتحمل والصبر على صعوباتها وتحدياتها.

4- الجانب التكويني: مهنة التعليم مهنة شاقة تقتضي بذل الكثير من الجهد، فالصحة المناسبة والحيوية الجسمية تمثل شروطًا مهمة لتحقيق النجاح، كذلك يتطلب من المعلم أن يكون واضح الصوت وأن يغير في نبرات صوته حتى يثير انتباه المتعلمين ويتجنب الاعتيادية التي تؤدي إلى الملل والرتابة وتشتيت الانتباه، كما يجب عليه أن يحافظ على مظهره الخارجي لما له من دور كبير في تقليد الطلبة له واحترامهم له.


الهوامش:
الخطط التشغيلية وفرق القيادة التعليمية ودورها في إشراك المعلمين في تطوير المدارس التشغيلية

د. هاني آل غزوي Oxford للأبحاث والنشر والتوزيع 2020



error: المحتوي محمي