الصالونات النسائية وأسعارها الباهظة

تتذمر الكثيرات مِن المقبلات على الزواج ويتحدثن عن التكلفة الباهظة لتعديلهن ليلة الزفاف وما كنت أصدق أن تصل إلى مبلغ خمسة آلاف ريال {راتب شهر لشاب يقطع الأسفار وقد لا يجده} في المحلات المعتدلة فضلًا عن الراقية التي أرقامها فلكية ولكن تأكد لي ذلك من مصادر مطلعة فعلى من يقع اللوم برأيي؟ على أربعة:

أولًا: الصالونات: لابد لها من مراجعة أسعارها ومراعاة الظروف الاقتصادية بشكل عام والأوضاع الاجتماعية وظروفها الصعبة عند الزواج فهم جزء من مصروفات متعددة متتالية، من يتحملها مجتمعة؟ العريس مثقل بجراحه التي ما أبقت في جيبه فلسًا، والد العروس -إن كان موجودًا- إن ساعد بالقليل لا حول ولا قوة له بالكثير عيشه على الكفاف، المعنية غير موظفة، بدلًا من التخفيض لها لأنها مضطرة أن تتهيأ لعريسها في ليلة العمر، إذا بها تُنحر من الوريد إلى الوريد، أين التكافل الاجتماعي إذن؟

اليوم أغلب هذه الأماكن لمواطنات، والوطن أسرة واحدة يجب التراحم بينها وما يدمي القلب ويزيد نزيفه إذا تم التعديل على أنها عادية وانكشفت عروس يتغير السعر بالمضاعف لماذا؟ ما هذه المعاملة الظالمة، ما يؤخذ زيادة سحت محرم، لعمري كيف لبنت أن تتزوج؟ أين تتجه لتغطي ما بقي؟ مكياج وحناء وثوب زفاف استغرقت أكثر من الصداق وذهب وصالة ومولد وما يتبع “ووو” من أين ولا مفر؟ الوضع على هذا غير صحيح والسكوت جريمة لا تغتفر؛ لأنه يزيد من العنوسة وعزوف الشابات والشباب وتراكم ديون تؤثر على الحياة الزوجية في القريب وتشتد قساوة بعد الإنجاب، فالرجاء من القائمين مراعاة الكل بشكل عام والعروس بشكل خاص وبالأخص ضعيفة الحال منهن.

ثانيًا: العروسة: لها الدور المحوري والقيادي في تجنب التكاليف الخيالية المبالغ فيها وبيدها طوق النجاة عليها أن تقتنع وبرضا بالمتواضع الذي لا يكلفها ما لا طاقة لها بحمله وأن تجمع بين ثلاثة خيارات السعر المقبول وجودة العمل والأيدي الوطنية -تشجيعًا لهن وإحرازًا للطهارة- أو ترك الجميع وإلى بدائل أخرى عندما تبحث عنها تجدها وراء الدهاليز موجودة وبكثرة وبعُشر تلك المحلات، والأيام السعيدة أمامك مقبلة، مظهرك ليلة الزفاف المرصع بالألوان الزائفة لا يعني أن بقية الليالي موحشة واعلمي أن رومانسيتك تصنعيها بأخلاقك ومعاملتك لزوجك لا بمكياجك الذي يغري لساعات حتى يراك الحضور ثم يغيب والأفضل ألا يراه العريس أول الليل وعند الصباح لا يعرفك مَن أنت، يبحث عن أحلام لم تتحقق وربما يسأل ما جاء بك؟ نقلد الغير في سلبياته ونعتبرها تقدمًا وحضارة أما إيجابياته ومنها سهولة الزواج ومصروفاته التي لا تغير شيئًا دون كلفة تذكر ولا دين يثقل الظهر نحن بعيدون عن هذا الإيجابي، “أنا شاهدت زيجات خارج محيطنا العربي بعضها في مقاهي أو أمام واجهة منزل العريس أو محل بسيط أو حتى على قارعة الطريق وفي تجمعات وأسواق والعروس تكتفي بتعديلها لنفسها تحف بها أقرب القريبات وكفى” لا أقول أن تكون أعراسنا إلى هذا المقدار ولا إلى ما نحن عليه ولكن الوسطية المقبولة الممكنة.

ثالثًا: العريس: عليه أن يقبل بالمستوى المعيشي الممكن هو وشريكة حياته لا يكلف أو يتكلف حتى تسير الأمور في جو أسري عائلي يسوده الهدوء ومسيرة حياة زوجية سعيدة عليه أن ينظر إليها ذاتًا ومضمونًا لا مظهرًا يقنعها باليسير، لا أن تذهب لصالون أو تلبس ثوبًا لا يناسب إمكاناتها ولا ماذا قالت أخواته والمقربات عنها؟ وهل رضين بشكلها أم مخيبة للآمال؟ اعلم أنك لن تُرضي الجميع وإن بذلت الغالي والنفيس ولن يعوضك أحد ما دفعت ما ضرك، وتقييمهن لهن عيون ولك مثلها ما يرينه شاديًا تراه غزالًا؟

رابعًا: المجتمع: أعني المدعوات ليلة الزفاف مع الأسف أكثر مواقفهن تتمخض عن نظرات وأوصاف سلبية تجاه شكل العروس الظاهري تتمركز في مكياجها وثوب زفافها وتحاك القصص والروايات حول ذلك في الصالة والاجتماعات وعلى مواقع التواصل من أين اشترته؟ بكم؟ في أي صالون تعدلت؟ فلبينية من قامت بالعمل أم وطنية؟ فإن أعجبن بما رأين وسمعن فهي، والعرس ذو قيمة تلبية الدعوة واجبة وإلا اعتبرن الحضور عناء وخسارة لا يتطلعن لأخلاقها ويتمنين لو يرين جمالها الطبيعي من تحت حجب سبع طبقات من الأصباغ -تحتاج لمواد وساعات لإزالتها عند الصباح- هذه تنعكس على حالتها ونفسيتها لبست وتعدلت وبذلت ببساطة لكنها سمعت ما قيل في التي قبلها لهذا تضطر إلى أن تلبس وتتعدل ما يعجبهن حتى تنال الثناء ومن أجل هذا تتحمل وتتكلف فوق طاقتها ولو أنهن يشدن ويشكرن ويقلن ما فعلته جميل لاتجه الجميع خصوصًا متدنيات الدخل إلى ما لا كلفة فيه والزواج قائم دون حرج والنفس طيبة، بارك الله لكل عروس وعريسها ورزقهما الذرية الصالحة.



error: المحتوي محمي