أوضح مشرف القياس النفسي بوحدة التوجيه الطلابي بمكتب تعليم القطيف الاختصاصي فيصل إبراهيم العجيان أن منظمة الصحة هذا العام جعلت الأولوية للرفاهية النفسية الذي يشير إلى أن الجانب غير المرضي لا يشكو شيئًا ولا يحتاج عيادة، لكنه يحرم من فوائد علم النفس ومنها تحقيق الرفاهية، والمتعة والرضا عن الحياة، والتأثير الإيجابي، على عكس الوقاية من الانتحار فهي مهمة ولكنها ظاهرة فردية وليس عددًا كبيرًا.
وتحدث “العجيان”، خلال اللقاء الافتراضي الذي نظمته وحدة التوجيه الطلابي في مكتب التعليم بمحافظة رأس تنورة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، حول شعار المنظمة هذا العام، مشيرًا إلى أنه تم تسليط الضوء عليه العام قبل الماضي، لتوضيح الجوانب غير المرضية في الصحة النفسية، والاستثمار فيها وهو غرض وقائي أكثر من العلاجي، ومن بعدها بدأت العناوين التي تنتمي إلى علم النفس الإيجابي كما يسمى.
وذكر أن العام الماضي سلطت المنظمة الضوء على الوقاية من الانتحار، ولكنه ليس محصورًا في الجانب المرضي فقط، بل يغطي كل مشاهد الحياة الأدبي والقضائي وعلم النفس الجنائي، وحديثًا صار في رسائل الماجستير، كما أنه موجود في الجوانب الفيزيائية وعلم التشريح الذي يبحث عن أدلة الإصابات والوفيات، وفي علم النفس الذي يبحث في الجوانب النفسية؛ على سبيل المثال هل المعنف نفسيًا يمكن الاستدلال عليه؟.
وأشار “العجيان”، إلى علم النفس الصناعي الذي يتداخل مع كل مجالات الحياة، وخاصة التعليم حيث توجد أغلب نظريات التعلم في علم النفس التربوي، معقبًا: “وهذا الجانب موجود في غير الجانب العيادي والمستشفيات، حيث أصدر المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية في الرياض؛ دليل الصحة النفسية للعاملين في المؤسسات، وهو ينتمي لعلم النفس الصناعي، ويمكن تحميله في نسخة بي دي إف”.
ولفت إلى كتابات “فرويد” الذي رشح لأكثر من 15 مرة لنيل جائزة نوبل في الأدب لصياغته الكتب والنظريات النفسية بأسلوب أدبي راق ومنها كتاب التحليل النفسي لأحلامه.
وانتقل في حديثه إلى النظرية النفسية التي تفسر السلوك بغض النظر إن كان مرضيًا أم سويًا، ممثلًا على ذلك بأنه عندما يصاب الشخص بالاكتئاب يؤثر على تركيزه وتحصيله، مضيفًا: “صبغ علم النفس بالجانب المرضي فقط غير صحيح، وهي قلة بحسب الأبحاث تمثل 3%، والنسبة الأكبر لمتوسطي السمة النفسية السواء والتي لا تقل عن 68% من الناس عادية”.
وذكر “العجيان” أن توجيه الجهود النفسية وتركيزها على الجانب المرضى فقط يحرم العدد الأكبر من فوائد علم النفس؛ لذلك ركزت منظمة الصحة النفسية في الفترة الأخيرة على الجوانب غير المرضية علم النفس، من أجل ترسيخ المرونة النفسية ومكافحة التحجر الفكري الذي يسبب الكثير من المشكلات النفسية.
واستعرض “العجيان” في ختام اللقاء مقياسًا نفسيًا مترجمًا للعربية لقياس مدى الرضاء عن النفس والرفاهية النفسية، مكونًا من 69 عبارة لكل عبارة منها اختيارات متعددة، موزعة على 6 أبعاد تدور حول؛ تقبل الذات، وإقامة علاقات جيدة مع الآخرين، والشعور بالاستقلالية في الفكر والعمل، والسعي لتحقيق أهداف ذات معنى، وإحساس الهدف من الحياة، واستمرار النمو والتطور الشخصي، والقدرة على إدارة البيئات المتعددة لتناسب الاحتياجات والقيم الشخصية.
وشهد اللقاء الذي أقيم عبر برنامج “تيمز”، يوم الأربعاء 16 ربيع الأول 1444هـ، وأداره عماد اللباد، مشرف التوجيه الطلابي بمكتب التعليم برأس تنورة، برعاية مدير مكتب التعليم بالمحافظة بندر بن عبد الرحمن الشهراني، عدة محاور ومشاركات تدور حول شعار منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية هذا العام، والذي حمل عنوان “جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية”.