في مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم :
تراءى كنورِ البدرِ في الضفةِ الأخرى
وحارَ فؤادي بعدما ضيّع الجسرا
فقلتُ اقتحمْ يا قلبُ فالشطُ غايةٌ
فإن مت كان الموتُ في وصلهِ عذرا
ولا تلتفت ما العمرُ إلا مطيةٌ
يفوزُ بهذا السبقِ من بذلَ العمرا
وما غايةُ الدنيا سوى وصلِ ساعةٍ
تقيم بها نزْرًا وتتركها قسرا
وبين احتراقِ القلبِ شوقٌ وحيرةٌ
تقحّمْتُ لم أرهبْ منونًا ولا ضُرا
غريقٌ وموجُ العشقِ ينذرُ بالفنا
و من يبلغ المرسى تكون له البشرى
دنوتُ إلى أن لامس النورُ مهجتي
فأصبحتُ نشوانا وأثملني سكرا
وعدتُ كأني ما حظيتُ بنظرةٍ
أرى الشوق في قلبي كمن ينفخ الجمرا
ومن ذا يرى نور النبي محمدٍ
ولا يكتوي شوقًا إلى نظرة أُخرى
هو النورُ والأنوارُ منه تشعبت
هو الغاية القصوى الذي عرّفَ الفخرا
على ساقِ عرشِ الله اسم محمدٍ
رسولٌ لأهلِ الأرضِ والرحمة الكبرى
أطلَّ على الدنيا فكان سحابةً
سقى الجدب حتى عاد يابسها نضِرا
أضاء الدجى حتى تنفس صبحهُ
بتسبيحةٍ رفت على فمه تترى
وأشرقت الأرض ابتهاجًا بنورهِ
تسبح للرحمان ذراتُها شكرا
إذا وطىء المختارُ فوق ترابها
يصير تراب الأرض من رجلهِ عطرا
وخلف الدجى يبكي اللعينُ بحرقةٍ
فقد جاء يا إبليسُ من يدحرُ الكفرا
تزلزلت الأصنامُ في كلِّ معبدٍ
كما خمدت نار تعاهدها كسرى
بمكةَ شعَّ النورُ يخترقُ المدى
فمُدت له الأعناقُ تستكشف السرا
فقيل بإن الله أظهر كنزهُ
وعن علمهِ المكنونِ قد كشف السترا
فكلُّ بشارات النبين قبلهُ
أشارت لمبعوثٍ أتى يختمُ الأمرا
يكون إمامَ المرسلين وسيدًا
لمن كان في الدنيا ومن كان في الأُخرى
تكون له عند الإلهِ مكانةٌ
سيدنو إلى أن يبلغ القوس والوترا
يرتلُ وحي الله مبسمه الذي
تمنتهُ حور الخلد أن تهصر الشفرا
له بضعةٌ زهراء يعرج نورها
إلى أن يكون العرش منزلةَ المسرى
يصاهرُ في الدنيا فتىً ليس مثلهُ
نبي وسكان السماءِ به أدرى
وصيٌّ سما فوق العباد بفضلهِ
بتقواهُ والصبر الذي أعجر الصبرا
وسبطان للهادي إمامان للورى
هما الروْحُ والريحانُ من مهجة الزهرا
وذريةُ السبط الشيهدِ أئمةٌ
وتاسعهم من يحصد النصر والظفرا
فيا أيها الهادي أتيتك سائلًا
وجودك فوق الجود قد أخجل البحرا
تشفعْ فإن الذنبَ أثقلَ كاهلي
وقد صنعت نفسي المآثم والوزرا
بحبي لطه والوصي وفاطمٍ
وسبطيهِ أرجو الفوز والخلد والأجرا