أبا مصطفى.. لابتسامتك وداعًا

هذا هو حال الدنيا، بقاء الحال فيها من المُحال، حياتنا تمضي وفي كُل طرفة عَينٍ، نفرحُ ونَحزن ونُبتلى ونرى البلاءات لنعتبر أو لنكون عِبرة، ونَفقدُ وقد نُفقدُ قبل أن تَرْتَدَّ إلينا أبصارُنا.

وهكذا هي أيامنا، في لحظاتٍ تتحدثُ صور الذكريات لتمحوَ ابتسامةَ أحدٍ منا، لِـ نكتب عليها “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وهم السابقون ونحن اللاحقون.

 

ودّع الحُب حبيبٌ ودّعه
راسمٌ مِن خُلقهِ ما استودَعه
باكي الدمعِ على ذكرى الحُسين
فمشينا حَولهُ نُشيعه..

 

بلا موعدٍ دائمًا، يرحل سنا البدر لنشتاق لابتسامته ونسيمَ دعواته، ليُبكينا الزمان على قسيم المُحيّا (المؤمن الأخ العزيز محمد الحمالي أبو مصطفى) الإنسان الذي منذ عرفته حسن الطباع أديب الكلام كريم الوصال..

فكيف لا يرحلُ هؤلاء طيبو الذكر، المبتسمون بالحُب وتعز الدنيا علينا لقاءهم مرة أخرى، لأنها دارٌ ضيقة لا تستطيع تحمل كل ما يملكونه ويبذلونه ويرسمونه من أثرٍ طيب وزهور عطاء وكرم وصلاح، هي دُنيا لا تليق بالأنفس الطيبة فتختارهم على عَجلٍ ليختموا حياتهم بقافيةِ عشقهم لدار آخرتهم الباقية.

يا أبا مصطفى سيتمادى الأسى فيك وسيبقى ذكرى روض مَبسمكِ في قلوب أهلك ومُحبيك سلوانًا لرحيلك الأبدي عنهم، فأمثالك في الأُفْقِ نوافذ للخـير نُجفف بها مَدامِعنا..

أما أنت فَتكفيك دُموعك المُصاغة بخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) المتوسمة بأخلاق الأئمة وسيرتهم (عليهم السلام) لتُغنيك في ظُلمَةِ القبرِ عن كُل السُرُج فتتجلى هناك صورتك المفقودة في فضائنا المادي كنورٍ على هيئتها الحقيقية النبيلة.

رحمك الله يا أبا مصطفى بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جناته وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

ورحم الله من قرأ لروحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات سورة الفاتحة.



error: المحتوي محمي