قروبات واتساب.. أم مكبّ نفايات!!

سأدخل في صلب الموضوع مباشرة، ولن أتحدث هنا -أبدًا- عن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي أو إيجابياتها وبالأخص “الواتساب”؛ لأن هذا موضوع وبحث آخر، لذا أحببت أن أنبه على ذلك حتى لا يلتبس الأمر على القارئ.

الواتساب أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، وغدا وسيلة تواصل رئيسة، قرّبت من أبعدتنا المسافات عنهم، ومع الأسف أبعدت -في كثير من الأحيان- من هم في محضرنا، وأصبحنا غائبين مشغولين عنهم في عالم آخر مع غيرهم.

سيلٌ من المواد المرئية والمسموعة والمقروءة يتم ضخها كل جزء من الثانية في الواتساب، تصلنا في المجموعات العائلية أو مجموعات العمل والأصدقاء وعلى الخاص، وأصبح كثير منا يستقي منها معلوماته، ويبني جزءًا من ثقافته المتراكمة على ما تحتويه من أخبار أو أفكار أو آراء أو مشاهد أو انطباعات.

إلى هنا، والأمر قد يكون اعتياديًا جدًا لدى البعض، ولكن تكمن الخطورة في أن هذه المواد تصلنا بلا مصدر واضح ومعتبر أو بدون “فلترة”، ولا نعلم صحة أو مصدر غالبيتها، ولو دققنا جيدًا لوجدنا أنها وصلت إلينا عبر “خاصية إعادة التحويل” أو عبر وكالة أنباء “كما وصلني” أو “منقول” أو “يقال”، وهذا يعني بعبارة أوضح أن مجموعات الواتساب أصبحت أشبه بسلة المهملات أو مرمى النفايات، وبالتالي حولها هواة نشر كل ما هب ودب إلى حاوية نفايات تنتظر من يتبرع -إن وجد- لفرز الغث من السمين.

وعلى الرغم من التحذيرات والتأكيدات شبه اليومية، سواء من قبل الجهات الرسمية أو من ذوي الاختصاص وغيرهم، على ضرورة عدم إرسال أي مواد غير مصحوبة بمصدر واضح مرفق بها، يمكن الرجوع إليه بشكل مباشر للتأكد من صحة المادة المرسلة، إلا أن البعض يصر -وبشكل غريب جدًا وغير مفهوم- على مواصلة هذا السلوك، عبر جمع أكثر ما يمكن جمعه من هنا أو هناك، وإعادة نشره دون اكتراث.

يجب أن نضع في عين الاعتبار أن الواتساب هو سياحة في عقول الآخرين، وما تخطه يدنا أو نقوم بنقله وإعادة نشره هو مرآة تعكس ثقافتنا وسلوكنا أمام الآخر، هذا إن كنا نعير هذا الجانب أي اهتمام، وإن كان لا، فعلينا أن نذكّر بعضنا بأن كثيرًا مما نتداوله يندرج تحت بند الشائعات، ونشرها جريمة يعاقب عليها النظام بالسجن والغرامة، وإذا كان كان ذلك لا يعني البعض كما هو واضح، فليتق الله حتى لا تصدق عليه الآية الكريمة {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.



error: المحتوي محمي