عرّف المدرب علي آل قاسم 56 فريقًا من المشاركين في البرنامج التأهيلي لمسابقة “أحدث فرقًا”، على كيفية “توليد أفكار المبادرات الإبداعية”، وذلك خلال ورشة العمل التي قدمها، يوم السبت 8 أكتوبر 2022م، على منصة برنامج التيمز.
وتعد هذه الورشة محطة أولى في المسابقة التي تنظمها جمعية التنمية الأهلية بصفوى، وتنطلق نسختها الأولى بمشاركة أكثر من 200 مشارك ومشاركة، تتراوح أعمارهم بين 14 – 23 عامًا، بنسبة 65% من الإناث، و35% من الذكور.
واستهدفت هذه الورشة توليد أفكار المبادرات الابتكارية في العمل التطوعي، وإرشاد المشاركين والمشاركات عن كيفية إخراجها خططًا مدروسة لمشاريع تطوعية بصورة مبتكرة، بالإضافة إلى تعريفهم بمفهوم المبادرات الاجتماعية، وطرق التفكير في إيجادها، وتنفيذها بأساليب احترافية تتوافق مع الاحتياجات المجتمعية، ليكون لها عائد ومنفعة على أفراد المجتمع.
واستهل المدرب آل قاسم الورشة بطرح تساؤلًا عن “كيف يمكن الشعور بالسعادة الحقيقية”، متابعًا: “هل الشعور بها يكون من تحقيق النجاحات والإنجازات في المدرسة، أو من وجود وظيفة، وأصدقاء من حولنا”، ثم أجاب عن ذلك بشرح جوانب السعادة الخمسة في نموذج PERMA.
وأوضح “آل قاسم” أن جوانب السعادة في هذا النموذج، تعتبر تداخلًا بين؛ المشاعر الإيجابية من حب ورضا، ثم مرحلة الاندماج التي تكون حالة من التدفق والانغماس في أمور تجذب الانتباه والتركيز بشكل كامل، بعدها مستوى العلاقات بتكون شبكة علاقات بين الأفراد، وكذلك جانب المعنى عبر امتلاك هدف في الحياة لا يتعلق بالمصلحة الشخصية، وأخيرًا الإنجاز الذي يشعر بالرضا عند تحقيق الأهداف.
وناقش مع الحضور من أين تأتي لنا الأفكار، موضحًا أن صناعة الفكرة تكون نتيجة لتحليل الأفكار الواردة من الحواس الخمس، حيث تتحول للعقل الواعي لاستنتاجات وتفرز إلى مواقف حياتية، كما أنها تنبع من المشاركات والمداخلات الخاصة بكل فرد وتعتمد على البيئة، وتاريخ التنشئة وتجارب الطفولة.
وأشار إلى أن أكثر الاختراعات العظيمة ناتجة عن التفكير المحير، الذي مر بأربع مراحل للعملية الإبداعية وهي؛ مرحلة الإعداد، والاحتضان، والإلهام والإشراق، ثم التنفيذ والتحقيق، وتختتم بمرحلة التنفيذ والتحقيق بشرح كيفية تطبيقها على أرض الواقع.
وأخذ المدرب الحضور في رحلة البحث عن الفكرة، وكيف تتبلور في العقل البشري عبر مراحل التفكير التي تولد الأفكار نتيجة العصف الذهني إلى أن يحصل على الفكرة الجيدة التي تولد الإبداع، وعندما تندمج مع عقل آخر تعطيها قوة وتخرج مبادرات ترتقي لمستوى الحدث، مؤكدًا على أن الإبداع يولد مرتين؛ مرة في العقل الباطن، ثم يولد بتنفيذه على أرض الواقع.
وعرف “آل قاسم” المبادرة الاجتماعية على أنها الإسراع لتنفيذ عمل يحدث فارقًا في مجتمع عن طريق رضا الآخرين، ومعرفة احتياجاتهم لخدمة المجتمع، مستفيضًا في شرح الأهداف الذكية والسمات التي تعمل بها المبادرات وتساعد على تنفيذها.
وأضاف أن جميع أنواع المبادرات المنفذة في المجتمع لا تخرج عن تحقيق ثلاثة أهداف، وهي؛ تطويرية لتحسين خدمات كانت مقدمة، أو علاجية تحاول إيجاد حلول من خلال القيام بإجراءات علاجية، وكذلك المبادرات الابتكارية التي تقدم حلولًا فعالة للتحديات الموجودة في المجتمع.
وفرق بين نوعي المبادرات القائمة في المجتمع وهي؛ الربحية وغير الربحية، والتي تشترك في تحسين حياة الناس، وتقديم مستوى من الرضا والرفاهية، وتختلف من حيث تحقيق الأرباح، ومصادر الدخل، ودفع الضرائب، والقوة العاملة وقياس النجاح لكلاث منهما.
وأكد “آل قاسم” على أهمية جلسات العصف الذهني التي تعتبر أحد الحلول الإبداعية للتفكير بصورة جماعية تجمع عقول أعضاء المبادرة، وتركز على؛ التفاعل فيما بينهم، وإطلاق الحرية للأفكار بصورة غير نمطية، وتكون بحالة استمطار للأفكار بشكل كمي دون نقد أي فكرة، وكلما زادت الأفكار يكون من المؤكد الوصول لفكرة أصيلة، وعدم التعاطي مع الرابعة الأفكار الأولى لأنها ستكون تقليدية، بعدها تنتقل إلى توضيح الأفكار وفرزها، ليأتي دور القائد في إخراج الأفكار بعد تبلور المشكلة للقيام بحلها.
وفي ختام حديثه، دعا المدرب إلى ربط محاور الورشة حول ابتكار المبادرات بمسابقة “أحِدث فرقًا” والتي تسعى إلى إبتكار أفكار تطوعية يمكن بنائها لتخرج بصورة إبداعية، متطرقًا إلى معايير التقييم الخاصة بالمسابقة والتركيز فيها على حاجة المجتمع للمبادرة واستدامة المبادرة، التي تبنى تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة، لافتًا إلى مراحل بناء المبادرات من: تخطيط، التنظيم، التنفيذ، ثم التقييم.
وشهدت الورشة حوارًا مفتوحًا بين المشاركين والمشاركات في المسابقة، وبين مدير وحدة التطوع بجمعية التنمية الأهلية بصفوى، والمدير التنفيذي للمسابقة أحمد بدر المغلق الذي بدوره أجاب عن أسئلة الحضور حول مسارات المسابقة وكيف يتم تجاوز مراحل التأهل إلى أن يصل الفريق للفوز.
وتطرق “المغلق” في حواره لشروط المسابقة، ومنها: حضور أعضاء المسابقة بما لا يقل عن نصف عددهم، ويكون حافزًا من الذات للاستفادة من الخبرات الموجودة، مبينًا أن المسابقة تضم ثلاث ورش تأهيلية لإخراج أفكار مبادرات إبداعية تخدم المجتمع، مؤكدًا على أهمية متابعة الموقع الإلكتروني الخاص بالمسابقة لمتابعة مستجدات المسارات.
وبيّن أن مشاركة أعضاء الفرق في المسابقة تعتبر فرصة لهم لاحتساب ساعات تطوعية معتمدة من منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بعد قبول الأفكار وفق المعايير والتقييم من قبل لجنة التحكيم المكونة من أعضاء لهم باع طويل في المجال المهني والتطوعي والأكاديمي، على أن يخصص لكل فريق متأهل للنهائي مرشد يتابع كيفية تطبيق الفكرة ومدى احتياجها لخدمة المجتمع.
وفي ختام الورشة، قدّمت إدارة المسابقة الشكر والتقدير للمدرب علي آل قاسم، على ما قدمه من معلومات ثرية فتحت للمشاركين والمشاركات روافد أفكار مثمرة لخدمة المجتمع.
يشار إلى أن مسابقة “أحدث فرقًا” تهدف لتشجيع العمل التطوعي للفئة الشابة من عمر 15 – 23 سنة من كلا الجنسين، وذلك عبر تقديم مبادرات تطوعية إبداعية لخدمة أفراد المجتمع، والتي يمكن تنفيذها في مؤسسات العمل الأهلي والاجتماعي، بما يعزز الأداء المهني للمنشآت بصورة مهنية احترافية توافق أهداف رؤية المملكة 2030.