
غَرِيقٌ قَضَى عُمْرَهُ رَاغِبًا
مِنَ اللهِ أَنْ يُنْجِيَ المُذْنِبَا
تَوَسَّلَ بِالآلِ فِي عُسْرِهِ
عَسَى أَنْ يُجِيبَ لَهُ المَطْلَبَا
فَكَمْ مِنْ ذُنُوبٍ غَدَتْ حَائِلًا
فَلَا المَوْتَ يَبْغِي وَلَا المَهْرَبَا
يُرِيدُ عَلِيًّا شَفِيعًا لَهَا
لِكَيْ يَمْحُوَ الذَّنْبَ وَالغَيْهَبَا
عَلِيٌّ فَمَنْ مِثْلُهُ بَلْسَمٌ
يُدَاوِي الجُرُوحَ وَمَنْ أُرْهِبَا
أَمِيرُ الكَلَامِ وَمَنْ مِثْلُهُ
يُجِيدُ الخِطَابَ وَإِنْ أَسْهَبَا
قَرَأْتُ البَلَاغَةَ فِي نَهْجِهِ
بَلِيغُ البَيَانِ فَكَمْ أَطْرَبَا
وَتَأْنَسُ نَفْسِي لِفِكْرٍ بِهِ
يُدَغْدِغُ لُبِّي بِمَا أُكْسِبَا
سَلَامٌ عَلَيْهِ إِمَامِ الوَرَى
لَقَدْ كَانَ فِيهِمْ عَظِيمَ النَّبَا
تَوَلَّى الأُمُورَ بِأَمْرِ الإِلَهِ
بِيَوْمِ الغَدِيرِ لَهُ نَصَّبَا
وَكُلُّ الَّذِينَ إِلَيْهِ أَتَوْا
أَقَرُّوا الوَلَاءَ كَمَا أُطْلِبَا
حَدِيثُ الغَدِيرِ غَدَتْ شَمْسُهُ
تُنِيرُ العُقُولَ لِمَنْ أَحْبَبَا
فَفِيهِ النَّجَاةُ وَفِيهِ الهُدَى
وَفِيهِ السُّمُوُّ لِمَنْ أُشْرِبَا