والدي والشيخ سعيد أبوالمكارم

الشيخ سعيد بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم أبو “جعفر” المولود في العوامية من محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية عام {1350 – 1932} غني عن التعريف فهو العالم والأديب المؤرخ والشاعر البارز المطلع على عدة ثقافات عميد خطباء المنبر الحسيني له مؤلفات ودواوين شعرية جريء في أطروحاته المنبرية ينطق حين تخرس الألسن “اعتلى المنبر في وسط مناطق مخالفين لنهجه من الفرق الأخرى في أوقات عصيبة جداً فكان محل إعجاب” لا يخاف أن يقول ما يخالف عقيدة من يحضر تحت منبره لتمكنه واطلاعه بما يرد به ويجيب لو سُئل من مصادر من يسأله ويحجه.

كانت مكتبته الخاصة قبل ستين سنة تحوي أكثر من خمسٍ وعشرين ألف كتاب كل المصادر الدينية والتاريخية والأدبية والمختلفة متواجدة فيها لا تزاحمها مكتبات وقتها في منطقتنا وربما ولا في غيرها وأنا دخلتها عدة مرات ورأيت بعيني “نسأل الله له العافية وطول العمر” جده الشيخ جعفر رحمه الله المتوفى عام {1923 – 1342} كان مرجع فتاوى لكثير من أبناء الطائفة في منطقة الخليج وما حولها وكان والدي “منصور بن علي بن سلمان العنكي” تغمّده الله بواسع رحمته يتعبد بفتاواه إلى أن توفى انتقل إلى تقليد المرجع الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ولكن أواصر الصداقة والمعرفة قائمة بيننا تزداد بين والدي ومن نتكلم عنه يوماً بعد آخر وأكثر من هذا الشيخ “أبا جعفر” يعامل والدي في التقدير والاحترام كما لو كان والده أتذكر ولي من العمر اثنتي عشرة سنة توفيت عمتي والدة المرحوم الوجيه الملا سعيد الخاطر والد الدكتور ناصر عام {1387} هجرية وكان هو من يقرأ الفاتحة وإذا أراد الخروج حسب المتبع يرافقه وجيه المجلس من باب التقدير حتى يخرج إلى الطريق {والذي هنا والدي} لكنه لا يسمح بذلك بل يقبّل رأس أبي ويطلب منه الجلوس وبإلحاح كان يزورنا باستمرار في المناسبات ودونها كم من المرات وأنا داخل لمجلسنا وإذا بي أراه يلاطف والدي ويقصص عليه ما يفرحه ويضحكه به ويفيده أو والدي يبادره بسؤال ديني أو تاريخي والآخر يجيب، في المقابل كان والدي يجله ويشيد بأعلميته ومعارفه وسمعت منه أكثر من مرة يقول لي: يا ولدي إن من أجداد هذا الشيخ الجليل والخطيب المفوه أكثر من ثمانين عالماً، وكنت أرافق والدي إذا ذهب لزيارته منذ كنت صغيراً وعند خروجنا يرافقنا لخارج مجلسه وأسمعه يقول له: لقد أخجلتني بفعلك هذا الذي لا ترضاه مني لك فيرد عليه الشيخ بقوله: أنت بركة علينا ولك منا حق الوالد على الولد رحمك الله يا والدي وعافاك الله وأطال في عمرك شيخنا ملاك الأخلاق الوفاء أبا جعفر.



error: المحتوي محمي