• إن استطعت أن تقف بعيدًا ولا تضايق جارك وانصح ضيوفك بذلك أيضًا.
• لا تقف أمام دكان أو مكان تجاري وأنت لا تريد التبضع منه فإنك تفوت عليه الرزق.
• لا شك في أن مزاحمة الجار بالوقوف الطويل هو مصدر أذًى له فتجنب ذلك.
• تفادي الخلاف أفضل من طلب الإصلاح
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: (ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره).
لو قلت إن إيقاف سيارتك بجانب جارك ولفترة طويلة يسبب أذى وزعلًا عند جارك بل قد يكون أحدَ مسببات جفائه وتضايقه من جوارك إياه، فلا تلمه حينما تجده لا يبادلك المحبة والمودة خصوصًا في الأحياء الجديدة ذات الاختلاف السكاني، ولم يمر عليهم زمن كافٍ ليتعارفوا ويتوادوا ويحملوا هموم بعضهم بعضًا، وهم في مرحلة بناء علاقات جديدة بينهم وأهمها بناء علاقة جيدة لينعموا بسعادة الجوار.
كتب أحد المؤمنين المجاورين لأحد المساجد على جدار بيته “نرجو عدم وقوف السيارات فلدينا مريض” وقام بتصوير سيارة واقفة ليريها بعض أصدقائه في أحد حساباته، ولما اعترض عليه أحد الأشخاص بأن هذا ليس من حقك، قال له إن لدينا مريضًا قد نحتاج لنقله للمستشفى في أي لحظة.
ولو قمتَ باستطلاعٍ لآراء ووجهات نظر الناس لعرفت حقيقة معاناتهم وتوترهم وخلافاتهم من تزاحم سيارات الجيران، وما يسببه البحث عن موقف قريب لتنزيل حاجات بيته من تعب وحنق، وقد لا نشعر بحجم المعاناة إذا اضطر للوقوف بعيدًا.
إن ما يتناقل بين الناس عن أن الطريق ليس ملكًا لك هو صحيح ولكن فرق بين “ملك” و”حق اعتباري” فإن حرم البيت هو جزء من أمان الإنسان ببيته.
ولعل ما أشارت إليه جريدة الوطن (الجمعة 11 فبراير 2022) في تقرير جميل ونقلًا عن إدارة المرور في جزئية من التقرير هو أن : «وقوف المركبات أمام منازل أشخاص آخرين لا يُعد مخالفة مرورية، وإنما هو من السلوكيات الخاطئة». وتستوقفني جملة “السلوكيات الخاطئة” فهي حاكمة واضحة دقيقة.
بل إن مثل هذا الأمر يمثل قضية سيالة تتداخل معها عدة أمور كجلوس الشباب بعتبة بيتك، وإن لم يكن على الباب فبجانبه، وكذلك يمكن لأي شخص يريد أن يضع له عربة للبيع فيمكنه ذلك، وكذلك جارك الذي يريد أن يقوم بصيانة بيته فيضع الرمل والحصى بجانب بيتك إلخ، وكل ذلك لأنه ليس ملكًا لك!
ومن يتتبع موضوعات مواقف السيارات فسيجد أن هناك خلافات بسبب هذا الموضوع، وما زاده اتساعًا هو إعادة طرحه في مواقع التواصل، مع التأكيد على أنه لا يحق لك وضع حواجز لمنع أحد من الوقوف لأن ذلك ليس ملكًا لك.
وهذا الكلام بحاجة إلى طرح بدقة ومهنية ووضوح، فإن عدم أحقيتك في وضع تلك الحواجز لا يعني أحقية الآخرين في إيقاف سياراتهم لفترات طويلة، ليعاني صاحب الدار من تعب نقل حاجاته أو التوتر النفسي من وجود سيارة تثير الاشتباه مثلًا.
درءًا للفتن والخلافات بين الجيران، فإن اعتبار حدود سور كل بيت هو حدود حرم بيته ولا يحق لأحد إيقاف سيارته دائمًا في حرم جاره إلا بإعلامه والاستئذان منه ورضاه، ولا مانع من إيقافها مؤقتًا كما هو دارج في عرف الناس.
ما يجري الحديث عنه في قنوات التواصل بحاجة إلى تأنٍّ ودقة وانتباه، فما يأتي منه من خلاف هو فوق ما نتصوره أو نتقبله.