ابـى الـموتُ الا ان تـغيبَ نجومها
وتـمـسي بـديـجورٍ كـنـارٍ كُـلُـومها
هي الخطُ تنعى فاضلاً بعد فاضلٍ
واضحت بـهم ثـكلى فأين قُرُومها
ايــأفُـل نــجـمٌ كـالـحـبيبِ عـليِّـها
هــو الـرشـدُ لـلـعليا إمـامـاً يـؤمها
فـأقـرحَ جـفـنَ الـعينِ انـباءُ فـقده
حــريٌ بــأن تـهـمي عـليه غـيومها
قـضى عـمره مـا بين درسٍ ومنبرٍ
ومـجـلسِ عـلـمٍ عـانـقته كُـرومـها
وكم كابد الأحزابَ والجهلَ والعدا
تـجرع كـيداً في الضلالِ غشومها
ومــا كـان مـوجٌ كـالجبالِ يـخيفه
ولا لاهـبٌ قـد اضـرمته سَمُوموها
ومـن كـان في حرزٍ من اللهِ واثقاً
وحـبـلٍ مـتـينٍ لـم يـرعه شـئوُمها
فــيـا اســفـا انـــا فـقـدنـا بـفـقـده
سـجايا كـراماً في القلوب رُسومها
عـليماً حـليماً يٌـتعب الـنسرَ شـأوُه
غـريباً قـضى بـالشام ظـلاً يرومها
يــجــاورٌ قــبــراً لـلـعـقيلةِ زيــنـبٍ
ريـــاضُ نـعـيـمٍ لـلـجنانِ تُـخـومها
وقـــد شـيـعـته لـلـخـلودِ مــلائـكٌ
وقــومٌ كــرامٌ كـالهطٌولِ سَـجُومها
ومـا عُـطلت مـثلَ الـحسينِ جنائزٌ
ثـلاثاُ بـلا غـسلٍ وطـحناً جسُومها
ولا أُركـبـت هُــزلَ الـنـياقِ كـريـمةٌ
ولا طـافَ بـالرأسِ الكريمِ ظلومها