أعاد معرض الرياض الدولي للكتاب 2022م تفاصيل الأحداث التي خاضها الكاتب الدكتور علي سليس خلال تجربته في “مسابقة أقرأ” ضمن برنامج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، قبل سبع سنوات، والتي نال فيها جائزة قارئ عام 2015م باختيار الجمهور.
جاء ذلك في الندوة الحوارية “برنامج إثراء القراءة (أقرأ): تجربة تُعاش لتروى” ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الدولي للكتاب 2022م، والذي انطلقت أعماله يوم الخميس 3 ربيع الأول 1444هـ، على مدى عشرة أيام متتالية، على منصة قاعة قرطاج.
وشارك في الندوة عدة شخصيات، من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” هم؛ المستشار الثقافي لبرامج إثراء طارق الخواجة، والرائد في مسابقة إثراء الشاعر فايز ذياب، مع مشاركة في الحوار من المشاركين في مسابقة أقرأ، وهما علي سليس المشارك في نسخة 2015م، وسارة الملحم المشاركة في نسخة 2020م، وحاورتهم أصالة كنيجة.
وركز الضيوف في الندوة على التعريف بالمسابقة، والثمار التي تم جنيها من خوض هذه المسابقة، والتطلعات التي يسعون لتحقيقها على مستوى المشاركين والجهة المنظمة، على جميع المستويات؛ الشخصية، المعرفية والثقافية، والمستوى الاجتماعي.
وأوضح “طارق الخواجة” المرتكزات التي يقوم عليها برنامج (أقرأ) منذ انطلاقته في عام 2013م، حاملًا شعار “أقرأ.. صانعة للتحول” والذي انعكس على المسابقة بشكل كبير جدًا، ومع اعتقادهم بالقدرة على التحول من خلال المسابقة والمشاركين، إلا أن (أقرأ) أوجدت تحولًا للموظفين والمشاركين والمشاركات، مما لاحظ تكوين فريق (أقرأ) بفكرته الجوهرية، والسعي لأن تكون جزءًا أساسيًا من الاهتمام الإنساني الحقيقي، الذي هو جوهر مسابقة (أقرأ).
وتطرق “الخواجة” إلى الحفل الختامي لمسابقة برنامج أقرأ في العام الماضي الذي كان نوعًا ما فكرة تقدم انطباعًا عن التحول، وحظي بحضور ضيوف على المستوى العربي من المملكة والخليج والعالم العربي، كما أثبت لهم أن البرنامج يريد أن يتطور، نحو اتجاه معين، وهو جذب القراء من كل مكان في العالم العربي، مع وجود طموح في توسيع دائرته على مستوى العالم، متمنيًا نجاح المشارَكات للقراء والقارئات على مستوى العالم العربي.
وقال فايز ذياب: “ما حدث خلال سنوات، ومهما تطور الإنسان في مجال المعرفة تبقى فكرة التعلم بالتجربة والخطأ هي تجربة بدائية، ومع تطور البرنامج خلال السنوات التي نمر بها، يمكن الحديث عن المشاركين بأنهم تحولوا لرواد، والرائد الذي يحضر المسابقة يريد أن يعرف عصره.
وكشف “علي سليس” عن ملامح من تجربته الثرية بعد المسابقة، على المستوى الإنساني بما حملت من مشاعر قوية خلالها، لتكوين أصدقاء يصعب لم شملهم مرة أخرى، معتبرًا اليوم الأخير من المسابقة يومًا مفعمًا بالمشاعر، يتذكرها ويدرك أن الحياة الحقيقية خارج أسوار (أقرأ) وليس في داخلها فقط.
ونفى “سليس” صحة تصور الكثيرين حول (أقرأ) بأنها مسابقة تجمع مشاركين ينزوون عن العالم، وجل وقتهم ينكبون على كتبهم يقرؤون، بل على العكس مسابقة (أقرأ) كانت تنقلهم من مناطق الراحة التي يعرفونها، إلى مستويات أبعد للجانب الشخصي والمعرفي، والإنساني، ونقلته من كونه قارئًا له تجربته الخاصة وعالمه الخاص، إلى كونه جزءًا من شبكة ومجموعة فاعلة ومتفاعلة مع بعضها بعضًا، كما أنه تحول من التجربة الشخصية إلى فعل اجتماعي ديناميكي.
وتحدث “سليس” عن المراحل التي مر بها لإعداد النص الذي فاز به، وهو “زور بن الزرزور” بالرغم من أنه لم يشارك للفوز -على حد تعبيره – إلا أنه بعد الانغماس في القراءة، وجد الوقت قد فاته وعليه المثول أمام لجنة التحكيم، وهو لم يمسك الفكرة التي يريد الحديث عنها بعد، ومع اختلاف التوجيهات والاهتمامات في برنامج أقرأ بين الفلسفة والأدب والتاريخ، ومع اهتمامه بالرواية جاءته الفكرة، وعرف ما يريد التحدث عنه أمام الجمهور، عن شيء يكون مؤمنًا وشغوفًا به يستطيع إيصاله لهذا العدد.
وبين كذلك فكرة النص الذي قدمه، وكانت عن جدلية الفن والأدب وكيف نمت هذه الفكرة وتطورت لتكون ردًا على الأشخاص الذين لديهم نظرة سلبية حول أدب الرواية، بصورة إخراج أفكاره عن أدب الرواية ودمجها في عدة أفكار، معترفًا بأنه عندما نظر إليه قبل التحكيم رأى أنه كتبه من إيمانه وشغفه بالفكرة، كما أنه لم يكن ليكتبه بهذه الطريقة ما لم يكن في بيئة (أقرأ).
وتحدثت “سارة الملحم” عن تجربتها مع برنامج أقرأ التي تمثل لها جوهر العلاقات الإنسانية، وبدأت معه منذ سبع سنوات في عام 2016م، ووصلت للملتقى الإثرائي عام 2020م، أخذت منه بشكل عام من مشاركين ورواد أو من فريق العمل الإداري، الذين يحضرون لها في فكرها عن البحث عن استشارة في شيءٍ ما، حيث أفرزت لها الكثير من العلاقات مع القراء بصورة مستدامة تربطهم الأحاديث الوجودية التي يعبرون فيها عن همومهم، وكل يعبر حسب طريقته الخاصة، في الجلسات التي كانت تسمى جلسات الأنس، ويتم فيها مناقشة النصوص والكتب والمحاضرات.
وكشفت “الملحم” عن كواليس كتابتها نص “السيولة” الذي شاركت به، بعد أن تولدت فكرته من منصة السناب شات، بعد مشاهدة إحدى الشخصيات في عرض تتحدث عن موضوع استفزتها طريقة الحديث عنه، تناولت فيه كيف يكون الإنسان في قالب معين لسبب نفعي بحت، دون المسألة الأخلاقية الشخصية، وتم مناقشتها ضمن المسؤولية أو التنصل من المسؤولية.
يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2022م فتح أبوابه للزوار بداية من يوم الخميس 3 ربيع الأول 1444هـ، ويستمر حتى يوم السبت 12 ربيع الأول 1444هـ، في موقعه المعتاد بواجهة الرياض، تحت شعار “فصول الثقافة”، حيث سيقدم على مدى عشرة أيام برنامجًا ثقافيًا شاملًا يغطي أوجه الإبداع كافة، كما تحضر فيه جمهورية تونس الشقيقة بوصفها ضيف شرف، وسط مشاركة 1200 دار نشر ودور بالوكالة تمثل 32 دولة.