صيانة حُفَر الشوارع

ظاهرة الحُفَر في الشوارع الناتجة عن هبوط أرضي يعود سببه إلى وجود كسر في أحد خطوط المياه المحلاة، أصبحت من الظواهر التي لا يكاد يخلو شارع أو طريق بعض الأحياء منها في بعض المدن والبلدات، حيث تتسرب المياه إلى أسفل الطبقة الإسفلتية والطبقات التي تقع أسفلها مما يجعلها رخوة وغير متماسكة وتنتهي دائمًا بهبوط أرضي على شكل حفرة تؤذي الناس المارة.

تعد شبكة الطرق من أهم عناصر البنية التحتية اللازمة للتطور في خطوط المواصلات، ومن هنا فإن الطرق الداخلية والخارجية لا بد من أن تحمل معايير ومواصفات فنية عالية في السفلتة، وأن تتم صيانتها بطرق علمية ومعايير فنية، نظرًا للفوائد المتعددة التي تقدمها فيما يتعلق بتسهيل انتقال الناس إلى أعمالهم ومدارسهم، وهي اليوم تعد معيارًا أساسيًا يقاس من خلاله مدى تطور الدول.

تبذلُ البلديات جهودًا كبيرة لتحسين وسفلتة الشوارع، لكن ربما غياب متابعة ومراقبة الأعمال التي يقوم بها بعض المقاولين المتعهدين بصيانة حُفَر الشوارع ربما أسهم في تدني مستوى العمل الذي يقوم به في صيانة الحُفَر على الشوارع، حيث يقومون بردم الحُفَر بطريقة بدائية مستخدمين وضع الإسفلت على طبقة من الرمل من دون رصه بطريقة صحيحة مما يجهله لا يقاوم مرور السيارات والشاحنات عليه، وتصبح الشوارع تدور في دوامة مصطلح “احفر وادفن” التي لا تنتهي.

الحفريات في الشوارع الرئيسة ربما تبدو قليلة بفضل الجهود التي تبذلها البلديات بإعادة سفلتة الكثير منها، لكن ما إن تنفصل عن مسارك منها إلى أي شارع تسلكه بين الأحياء ستجد المصائب، حيث إن معظم الطرقات متهالكة من كثرة الحُفَر التي تصطاد السيارت وتسبب إزعاجًا لقائدي المركبات الذين يتعجبون من سوء الحالة التي آلت إليها طرقات وشوارع بعض الأحياء بسبب كثرة الحُفَر وتهالك طبقات الإسفلت التي ربما خَدَمت لعشرات السنين وبحاجة للصيانة.

ضغط المياه المحلاة من محطات التحلية على البنية التحتية لشبكة المياه في الكثير من الأحياء وبالخصوص القديمة منها تعد السبب الرئيس لتسريب المياه من الأنابيب القديمة، إضافةً إلى مرور مختلف الشاحنات التي تحمل الخرسانات الجاهزة وغيرها فتكون النتيجة كسرًا لبعض الأنابيب هنا وهناك ثم تسريبات تحت الأرض وبعد فترة انهيارات أرضية وربما تتسبب في تصدعات للمنازل التي تتسرب إليها المياه لفترة من الزمن كما حصل في المنطقة القديمة “الديرة” بجزيرة تاروت.

عندما يتم الإبلاغ عن كسر ماسورة الماء المحلاة في إحدى الطرقات ثم تأتي المؤسسة أو الشركة المسؤولة عن إصلاح العطل وتعمل على إصلاحه وبعدما تنتهي من الإصلاح تدفن المكان بالرمل مؤقتًا، وبعد يوم أو أكثر تأتي الفرقة الخاصة بسفلتة الحفرة لتبدأ مرحلة جديدة عندما تضع الإسفلت فوق الرمل بصورة عشوائية من دون استخدام معايير ومواصفات فنية خاصة بمعالجة الإسفلت التي تضمن عدم ظهور الحفر وهبوط طبقة الإسفلت مرة أخرى، فمن هنا يجب على الجهة المختصة تشديد الرقابة على شركات المقاولات التي تنفذ أعمال صيانة حُفَر الشوارع وبالخصوص في المناطق السكنية والتأكد من التزامها بالمعايير والمواصفات الفنية التي تضمن سلامة طبقة الإسفلت وعدم ظهور الحفر والهبوط الأرضي مرة أخرى.



error: المحتوي محمي