الطفل العضاض تحت المجهر

يشتكي كثير من الأهالي ويتذمرون من سلوك مزعج لدى أطفالهم يتمثل في قيام الطفل بعملية ( عض ) الأطفال الآخرين .

ولتسليط الضوء أكثر على هذا السلوك المزعج دعونا نبحث في جذور المشكلة بدءاً من التطرق لخصائص النمو للطفل في مرحلتي الرضاعة والطفولة المبكرة لنعرف ما إذا كان هدفه من العض هو التعبير عن مشاعر بريئة أو هو خلل أو خبث لدى الطفل كما يعبر عنه الكبار ويعتقده .

ولكي يكون نقاشنا منطقي وذو فائدة سنناقش بعض الحلول المثلى للتعامل مع الأطفال الذين يمارسون هذا السلوك المزعج .

يتميز الطفل في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة بعدد من الخصائص منها :
1. التعبير عن الانفعالات ( الخوف – الحزن – الفرح )
2. البدء بالتسنين ( ظهور الأسنان )

من هنا يمكن أن نستنتج أن دافع الطفل من عملية العض هو ( إثارة الانتباه ) والذي يأخذ أشكال عدة منها :
1. لفت انتباه والديه إلى ألم ينتابه بسبب التسنين فيلجأ للعض للتعبير عن ألم اللثة أو تورمها .

2. لفت انتباه الأطفال الآخرين إلى وجوده بالخصوص عند شعوره بأنه مهمل ولا يحضى بتقديرهم له واللعب معاه .

3. وفي أحيان عدة يكون العض بهدف استكشاف ردات الفعل لدى الآخرين من الأطفال غير مدرك أن هذا التصرف مؤلم لهم .

بعد أن تعرفنا على دافع الطفل العضاض حري بنا أن نتعرف على الوسائل التي تمكننا التعامل معه والتقليل من خطورة ما يسببه من أذى للآخرين .

دائماً يقال الوقاية خير من العلاج وبالتالي نقول لكل أم تعاني مع طفلها الذي يمارس عض الآخرين .

عندما يكون طفلك يمر بمرحلة التسنين ، احرصي على وجود حلقة التسنين ( العضاضة ) في يده دوماً وذلك لتجنب عض أي طفل يكون قريب منه .

احرصي على تلبية جميع حاجات طفلك من مأكل ونوم قبل خروجه للعب مع غيره من الأطفال، فقد يكون العض أحياناً لفت انتباه أو تعبير عن تعب أو جوع .

شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره بالكلمات بالخصوص عند نمو مهاراته اللغوية كأن يقول لك ” أنا زعلان ” فتعليم الطفل التعبير عن مشاعر الغضب لفظياً يمكنه أن يقلل من حاجته للجوء إلى العض كوسيلة للتعبير عما بداخله من غضب .

امنحي طفلك الرعاية والحنان والقدر الكافي من الاهتمام حتى لا يلجأ إلى العض لجذب الاهتمام إليه وخصوصا في حال كان من النوع الذي يشعر بالغيرة من وجود الأطفال الآخرين .

ختاماً حري بنا كآباء وأمهات أن نعي بأن سلوك العض عند الأطفال يعد مرحلة وقتية تبلغ ذروتها مابين ١٢ – ٣٠ شهر وتبدأ بالتلاشي تدريجياً حتى تتوقف غالباً بعد ٣ أو ٤ سنوات . فهي مرحلة ينبغي فيها الصبر وتجنب القسوة في التعامل مع فلذات الأكباد حتى لانتسبب بسلوك آخر لهم كعدوانية أو نحوه وبالتالي يصدق علينا المثل القائل ( جا يكحلها عماها ) .


error: المحتوي محمي