الحوكمة (المطابقة النظامية) وصلت

تستهدف الحوكمة (المطابقة النظامية) بالدرجة الأولى مجالس إدارات الشركات التي تتركز بها السلطة من أجل تحقيق ما يسمى بالإدارة الرشيدة. فهي تهتم بالسياسات والأنظمة التي تنظم العلاقات بين الملاك وأصحاب المصالح المرتبطة بالشركة وبين أهداف وإدارة الشركة عبر التوجيه والرقابة من أجل مستوى عال من الاحترافية والنزاهة.

في عام 2010م، كنت سعيدًا باعتماد الشركة -التي كنت أعمل بها- لترجمتي لمصطلح Governance، حيث تم اعتماد مسمى إدارة المطابقة النظامية والالتزام للإدارة التي كنت أعمل فيها وهي IT Governance and Compliance Department حينها كانت الترجمة الشائعة (وما زالت) هي الحوكمة. لست ضليعًا في اللغة الإنجليزية ولكني اعتمدت في الترجمة على فهمي لوظيفة ومهام المصطلح نفسه. فالمصطلح يعد ما زال حديثًا حينها والخبرات التي يمكن الاستفادة منها شحيحة، بل إن تطبيق الحوكمة في الشركة نفسها كان مقتصرًا حينها على قطاع التقنية فقط ولم يكن التطبيق يشمل كامل الشركة.

في أكتوبر 2016م كتبت الكاتبة في صحيفة الجزيرة السعودية د. نورة الجندل مقالًا بعنوان “ما وظيفة الالتزام والمطابقة؟ بمعنى أنها ترجمت كلمة Governance على أنها “المطابقة” لكنها عادت في مقالات لاحقة لتستخدم كلمة الحوكمة كما السواد الأعظم الذي اعتمد الترجمة الحرفية للكلمة.

في المملكة، هناك مبادرة شجاعة يمكن وصفها بعملية انتقال تطبيق الحوكمة (المطابقة النظامية) إلى القطاع العام، وأعني تحديدًا ما قامت به مؤخرًا وزارة الرياضة من قرارات وبرنامج عملي محفز، لتطبيق الحوكمة على الأندية الرياضية التابعة لها. نفس هذا الأمر وإن كان بطريقة مختلفة تقوم به حاليًا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لدعم تطبيق الحوكمة في الجمعيات التابعة لها.

إن تطبيق الحوكمة (المطابقة النظامية) يحتاج إلى إعداد واستخدام عدد من التطبيقات والممارسات الناجحة (Best Practice) لتحقيق الأهداف وضمان تحقيق أفضل النتائج.

حاليًا لا يمكننا تقييم نتائج هذه المبادرة الشجاعة وإن كانت البوادر الإيجابية تبشر بالكثير، فهناك عدد من الأندية بدأت تعمل كخلية نحل وبعضها قد قطف أولى ثمار تطبيق الحوكمة، لكن يهمنا الإشارة إلى ملاحظة مهمة وهي التي دعتني لكتابة هذا المقال وهي كيف أن هذه المبادرة استطاعت نقل ونشر مصطلح ومفهوم الحوكمة بين شرائح وفئات اجتماعية مختلفة ما كانت لتتلقف وتهتم بمثل هذه المصطلحات الإدارية الحديثة لولا هذه المبادرة الشجاعة والجادة.

لقد أصبحنا نسمع الكثير من الرياضيين بل والجماهير الرياضية حديثهم ووجهات نظرهم المختلفة بشأن تطبيق الحوكمة في الأندية، هذه الشريحة الشبابية متهمة عادة بأنها لا يثير اهتمامها إلا الشأن الرياضي فقط. لكن هذه المبادرة كان لها رأي أخر، وهذا بمقاييس إدارة الجودة أول عناصر النجاح إن شاء الله.



error: المحتوي محمي