ماذا استفدنا من سيرة الرسول مع الطفل (أميرة: المثال الصارخ)

(اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله)
سيدي يا رسول الله، نحن بحاجة لنشر أقوالك ودسّها بين القلوب المُتحجرة، نحن بحاجة لرفع أبواق أحاديث الرحمة التي زخرت بها حياتُك الشريفة.

لقد رسم الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله- أسمى معاني الرحمة بجميع الكائنات ولم يبقَ طير أو بهيمة إلا وأمر بالرحمة به والشفقة عليه، فقد مرَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّمَ- ببعيرٍ قد لحِقَ ظهرُهُ ببطنِهِ فقالَ: {اتَّقوا اللَّهَ في هذهِ البهائمِ المعجمةِ}، فكيف بالإنسان، وخاصة الطفل الصغير؟!

ألم نقرأ مرارًا عن تساؤل الصحابة عن سبب السجود المطوّل لرسول الله وكانت إجابته: {لَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ}.

إننا بحاجة إلى القيام بأنشطة اجتماعية عديدة، تُناقش الرحمة بالطفل، وتقوى الله، واحترام الحقوق المتبادلة، حتى لا تظهر لنا تلك الثعالب المراوغة في أجساد بشرية، كتلك العاملة التي تطاولت بالضرب على طفلة صغيرة في حضانة أطفال.

لقد باشرت نيابة الأسرة والطفل بمنطقة البديع في البحرين التحقيق في حادثة الطفلة أميرة، بعد انتشار مقطع فيديو يوضح الطريقة القاسية التي تعاملت بها إحدى عاملات الحضانة مع طفلة بريئة لا حول لها ولا قوة أمام جبروت ما تُسمى بإنسانة، وقد أُحيلت العاملة للنيابة بينما تمّ إقفال الحضانة.

وهنا تجدر الإشارة إلى نبذ التوقعات الحسنة عندما نُودع أطفالنا في مكان؛ تحسبًا لأسوأ احتمالات، وذلك لتناثر الصور المؤلمة التي تعبر آفاق حياتنا بين الحين والآخر، ولا بد من توجيه الطفل وإمداده بصور متعددة لحماية نفسه.

إن أطفالنا عوالم قائمة في أحضان السماء مثل ملائكتها يخلو عالمهم من الحقد والتخطيط السيء، وعندما تقلب صفحات حياة هؤلاء النخبة البريئة من الناس لن تجد زاوية مُعتمة، فجميع صفحاتهم بيضاء، يعشقون من حولهم ويشاركونك سعادتك بإخلاص وبدون مصلحة تُذكر.

ثمّة قول يجب أن نضعه نصب أعيننا، وهو أنّ الطفل أمانة في أعناقنا يجب الحفاظ عليها وحمايتها، والابتعاد عن جميع مسببات خيانتها.



error: المحتوي محمي