في إحدى سفراتي للعمرة من شرق المملكة إلى غربها برًا، مررت بعدد من البلدات المتناثرة على طول الطريق، كالفردانية وجودة والنبهانية وهي بلدة تبعد أكثر من 400 كيلو متر عن الرياض، توقفنا لنتزود بالوقود، فلاحظت التعب على وجوه بعض من معي، فحدثتهم وقلت: نحن اليوم قطعنا ما يقارب ثلثي المسافة بين شرق المملكة وغربها فيما يقارب الثماني ساعات، ونحن في سيارة مكيفة ومريحة.
ثم سألتهم: تصوروا هذه البلدات وهذا الطريق وهذه السفرة، كيف كانت قبل توحيد المملكة؟
نحن اليوم نمر على هذه البلدات والقرى وقد أصبح بعضها مدنًا، وأخريات أصبحت مناطق ولكننا لا نتعب أنفسنا لنسأل: أي عمل عظيم قام به المؤسس؟ وأي جهد تبذله حكومتنا الرشيدة من أجل أن يعيش إنسان هذا الوطن في بحبوحة وهناء، وينعم بالأمن والسلام.
لو تصورنا كيف كانت حياة أهل هذه القرى وهم يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا؟ مناطق تقبع في وسط الصحراء المترامية الأطراف، يحتاجون للتنقل من بلدة لأخرى إلى بذل جهد كبير.
إن ما ننعم به اليوم من استقرار وتنمية إنما هو من فضل الله علينا، ثم بفضل هذه الحكومة الرشيدة التي أسس بنيانها الراحل الملك عبد العزيز “رحمه الله”.
نسأل الله لوطننا دوام الأمن والعزة والاستقرار، وأن يعز حكومتنا وعلى رأسها الملك الحازم خادم الحرمين وولي عهده الأمين.
عبدالسلام الدخيل
نائب رئيس جمعية تاروت الخيرية