تحوًل مجلس الكوثر ببلدة البحاري إلى خشبة مسرحية، تحاكي حقبة تاريخية متفاوتة تروي جزءًا من حياة الإمام علي بن الحسين “ع”.
وحمل العرض المسرحي الذي نظمته لجنة التمثيل بالبحاري عنوان “ابن الخيرتين”، وتم عرضه بُمناسبة أربعينية الإمام الحسين “ع”، ضمن ثلاثة عروض لثلاث ليالٍ متتالية، بحيث كان العرض الأول للنساء، والثاني للرجال، والأخير للنساء، ليصادف العرض الأخير مساء الأحد 20 من صفر 1444هـ.
فكرة المسرحية
ودارت فكرة العمل الذي كتبه السيد فاضل عباس الهاشم حول النظر للقوة والسيطرة بمنظور مختلف عن السائد في أذهان مُعظم الناس، حيث عدّ الإمام السجاد “ع” البكاء والعبادة جانبا قوة، تجذب الإنسان إلى نفحات قدسية تقوي إيمانه، وتغذي نفسه، وتبعث في روحه الحياة.
الحقبة التاريخية
وبيّن الكاتب “الهاشم”، أن العمل تنبثق فكرته من فترتين زمنيتين مختلفتين، تحكي الفترة الأولى شذرات من حياة الإمام السجاد “ع”، والتي يستذكر فيها أحداث ما قبل وأثناء وبعد واقعة كربلاء.
وأوضح أن الفترة الثانية جاءت من وحي الخيال؛ لتسلط الضوء على الجوانب المشرقة من حياة الإمام السجاد وعلومه المكتنزة بالرسائل الربانية، من خلال مواقفه وكلماته التي خلّدها التاريخ مثل رسالة الحقوق، مؤكدًا أنه من خلال الفترتين السابقتين تتضح لنا قوة الإمام السجاد “ع”، وعظمة أخلاقه تجاه أعدائه.
فصول المسرحية
وذكر المخرج علي صالح آل ثنيان -من جانبه- أن المسرحية تتكون من فصلٍ واحد يتضمن مشاهد متصلة بعضها ببعض، مبينًا أن الديكور والإضاءة هما من عمل لجنة التمثيل بالبحاري.
وحول سؤال «القطيف اليوم»، عن عرض المسرحية في أربعينية الإمام الحسين “ع”، بالرغم من أن محورها الأساسي هو الإمام علي بن الحسين “ع”، أجاب آل ثنيان: ” بأنه بالرغم من أن شخصية الإمام السجاد “ع”، هي الشخصية الرئيسة في العمل، إلا أن محور النص هو الإمام الحسين، وتبيان الجوانب التي تتعلق بواقعة الطف في حياة الإمام السجاد “ع”، أثناء وبعد واقعة الطف الأليمة، انطلاقًا إلى الجوانب المشرقة من حياة الإمام السجاد “ع”، مثل مؤلفه “رسالة الحقوق”، وما تتضمن من حفظ حقوق الإنسان في جوانب مختلفة؛ كحق الأخ والجار، وعطفه على الفقراء، وحبه لعتق رقاب الأرقاء، فكانت الأربعين مناسبة في بث تلك الجوانب المشرقة من حياته.
وأبدى “آل ثنيان” رغبته في التعرض -في السنوات القادمة- لشخصية أخرى من شخصيات الأئمة وربطها بواقعة كربلاء.
وتحدث كذلك عما إذا كانت هناك صعوبات قد واجهها طاقم العمل، فأجاب بأنه لا توجد صعوبات سوى تأخر نص المسرحية بسبب ظروف الكاتب، وما تبعه من بلورة الأفكار داخل النص، مشيرًا إلى أن التجهيز للديكور استغرق إعداده أسبوعًا فقط؛ لأن منصة المسرح كانت جاهزة، بينما تم تدريب الممثلين في 12 يومًا.