كشف الاختصاصي التربوي حسين أحمد آل عباس أن 80% من السلوكيات المزعجة لمرحلة المراهقة تكون نتيجة مباشِرة أسبابها الآباء، وفرض العادات والتقاليد فيها على الأبناء.
واستهل “آل عباس” محاضرته التربوية التي قدّمها عبر منصته الافتراضية على الإنستغرام بعنوان: “المراهقة.. مراحل وإنجاز” أمس الأحد 18 سبتمبر 2022م، بتعريف المفهوم العام للمراهقة.
وأوضح خلالها أن المراهقة هي الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج ولكنه لا يصل إلى اكتماله إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وتحدث عن خصائص مرحلة المراهقة، مبينًا أبرز خصائص النمو في حياة الشاب المراهق، ومنها: النمو الجسدي، والجنسي، والعقلي، والاجتماعي، والأخلاقي، مضيفًا أنه ينتج عن المرور بهذه المرحلة عدة تغيّرات من الناحية النفسية والجسدية والفكرية، فتحتاج إلى مراعاة وحذر في تعامل الأهل مع الأبناء في تربيتهم.
واستعرض “آل عباس”، بعض أشكال المراهقة ومظاهرها، مثل المراهقة التوافقية (السوية) والتي تكون خالية من المشكلات والصعوبات، والمراهقة الانسحابية التي يلجأ فيها المراهق إلى الانسحاب من مجتمعه وأقرانه، ويبقى منعزلًا ومنغلقًا على مشكلاته ونفسه، وأخيرًا المراهقة العدوانية والتي تتصف بالسلوك العدواني تجاه الآخرين.
وتابع: “من أسباب هذه العدائية لدى المراهق على نفسه والآخرين والاعتداء على ممتلكاتهم وتكسيرها سوء التربية من الوالدين كالتسلط والضرب، والانتقادات والانفصال، وتدني الثقة، وعدم تقبل التغيرات الجسمية التي تطرأ عليه في مرحلة المراهقة”.
وتحدث عن التحديات التربوية التي تواجه المراهقين، بقوله: “إن أهم هذه التحديات هو الإعلام الذي يمثل الشريك الثاني في التربية، وهو سلاح ذو حدين بين السلبي والإيجابي؛ وهذا ما يستدعي من الآباء مضاعفة الجهود التربوية الصحية السليمة كغرس القيم الأخلاقية في المراهق ومشاركته في هواياته وتشجيعه على الحضور للمنتديات والفعاليات”.
وشرح “آل عباس” مصفوفة العلاقة والأسلوب التربوي من قِبل الوالدين، والتي تتكون من أربعة أعمدة، وهي: العلاقة الجيدة والسلوك السيء، والعلاقة السيئة والسلوك جيد، والعلاقة السيئة والسلوك السيء، والعلاقة الجيدة والسلوك الجيد، لافتًا إلى أن العمود الأخير هو ما يحتاجه الآباء مع الأبناء، لما ينتج عنه من تحقق التربية السليمة من خلال علاقة القدوة الإيجابية، والتأثير والإقناع، والحوار والإنصات والألفة، والمسايرة والمجاراة.
واختتمت المحاضرة، بتقديم “آل عباس” عدة نصائح لـ الآباء، أبرزها؛ التشجيع على السلوك الجيّد لكي يقوم الأبناء بتكراره، وإشراكهم في توظيف طاقاتهم ومهاراتهم، ومنحهم الدعم العاطفي، ومنحهم الحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة بالنفس وتنمية أفكارهم الإبداعية وتشجيعهم على القراءة والاطلاع، واستثمار وقتهم في النفع والفائدة، مؤكدًا على أهمية الصداقة بين الآباء والأبناء، والتي تثمر علاقة إيجابية مجتمعية فاعلة، مستشهدًا بحديث الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام: “أحسنوا إلى أبنائكم، من لديه صبي فليتصابى له وهذا ما سيعينه على بره والإحسان إليه”.
واختتم “آل عباس” حديثه، قائلاً: “على الآباء منح الثقة للأبناء والإصغاء الفعّال إليهم، وإحاطتهم بالأمور الجنسية بالتدريس للعلم الموضوعي الذي يحتاجون إليه في هذا العمر حتى وإن كنت كمربي ترفض السلوكيات التي يتصرفون بها، فالجأ للتنبيه إلى هذه الأخطاء بالتربية الواعية مع الأبناء”.