وقع في يدي مؤخرًا مجموع يحتوي على بعض القصائد، ومخطوطة في السيرة، وفي اللغة، وما يهمنا هو وجود أربع قصائد؛ ثلاث منها تكشف المناسبة التي نظمت لأجلها، وواحدة ذم وقدح في أحد كبار ووجهاء القطيف، والناظم لها من أبناء العامة، وهو مؤلف السيرة – ومخطوطة السيرة لها تاريخ من العداء للشخصية القطيفية، والثلاث قصائد للشيخ أحمد بن مهدي بن نصر الله، لم تذكر مناسبتهم في ديوانه المخطوط والمتداول، وسوف نتناول إحدى تلك القصائد.
والشيخ أحمد غني عن التعريف والترجمة وهذا مختصر في سيرته العطرة:
الشيخ أحمد آل نصر الله (1250هـ تقريبًا – 1306هـ):
الشيخ أحمد بن الشيخ مهدي بن الشيخ بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ نصر الله بن الشيخ أبو السعود بن الشيخ أبو القاسم بن الشيخ عز الدين بن الشيخ أبو السعود بن الشيخ محمد بن بيات.
أحد رجالات القطيف في العهد السعودي الثاني والعهد العثماني الثاني، قائمقام القطيف 1292-1296هـ، الشخصية الوحيدة في تاريخ الوجود العثماني في لواء الأحساء الذي عهد إليه بمنصب إداري قيادي بارز فرضته ظروف الدولة وصعوبة حكم المنطقة في الفترة التي شغل فيها منصب قائمقام القطيف ومن كبار تجارها، وقد حصل بينه وبين الشيخ أحمد آل خليفة أخي حاكم البحرين خلاف كبير، حيث طالب آل خليفة الشيخ أحمد بأموال له في ذمته، والمتتبع لديوان المترجم يجد الكثير من القصائد في ذم أحمد آل خليفة.
منح الوسام المجيدي من الدرجة الخامسة نظرًا لخدماته، بناءً على التماس والي البصرة ناصر باشا السعدون، وجاء نص المنح له بتاريخ 16 جمادى الآخرة 1293هـ: “بناءً على إشعار دولتكم المتضمن طلبكم بتوجيه قطعة من الوسام المجيدي من الدرجة الخامسة لقائمقام القطيف أحمد المهدي؛ نظرًا للخدمات الجميلة التي قدمها في منطقة نجد والأحساء، فقد صدرت الموافقة السلطانية على ذلك، وجرى مقتضيات هذا التوجيه، وهذا جواب لكم بذلك”، وارتبط بعلاقة قوية مع ناصر سعدون وابنه مزيد.
وكان رئيسًا للأملاك السلطانية في القطيف إبان الوجود العثماني في القطيف، وكان من ضمن الأشخاص المقترح تعيينهم في لجنة الأراضي السلطانية العثمانية في القطيف، فذكر بشيخ البلد وقائمقام القطيف الأسبق.
كان أديبًا شاعرًا خلّف ديوان شعر في أربعة أجزاء وبلغت أبياته 12ألفًا و600 بيت، في 214 قصيدة، وما زال مخطوطًا، وتنوعت أغراضه في الأجزاء:
– الأول والثاني: في الأغراض الدينية.
– الثالث والرابع: في أغراض مختلفة من المديح، والهجاء، والغزل، وغيرها.
وفاته:
توفي في شهر ربيع الأول سنة 1306هـ.
مصادر ترجمته:
[مجلة الواحة ع22 ص: 110-139، معجم أعلام القطيف، ص: 46-48، من وثائق الأحساء في الأرشيف العثماني 1288-1331هـ ص: 191و194، مدخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني ص19، الأوسمة العثمانية والحاصلون عليها من الجزيرة العربية في وثائق الأرشيف العثماني ص48، الحكم والإدارة في الأحساء والقطيف وقطر أثناء الحكم العثماني الثاني ص190].
القصيدة الأولى:
بعنوان:
(قال أحمد بن مهدي في مزيد بن ناصر آل راشد لما ترأس الأحساء)
نظمها الشيخ أحمد أثناء تعيين مزيد باشا بن ناصر باشا بن راشد بن ثامر السعدون متصرفًا على الأحساء برتبة أمير أمراء بعد عزل بزيغ الخالدي إثر فشله في التصدي لهجوم الإمام عبد الرحمن الفيصل، وقد شفع لتعيينه جهود والده وقبيلة المنتفق الذي كان لها دور رئيس مهم في تمكين العثمانيين من الاستيلاء على لواء الأحساء والمحافظة عليه، وقد أبقى العثمانيون معه حوالي 900 جندي نظامي، كما أنظم إليه أكثر من مائة رجل من أفراد قبيلة المنتفق، وقد كان مزيد ضعيفًا في إدارته فلم تأبه وخاصة قبيلة العجمان حيث دخل في خلاف مع منصور بن منيخر أحد شيوخها البارزين، وقد غادر الأحساء في 21 رجب 1293هـ 12 نوفمبر 1876م بحجة مرض والده وترك سعيد بك في مكانه ولم يعد إلى الأحساء بعدها، وقد عاش طويلًا ليشهد خروج العثمانيين من لواء الأحساء فقد كانت وفاته في عام 1331هـ/1913م عندما سقط من على ظهر جمله ومات بعد سقوطه بستة أيام.
[وللمزيد من ترجمته؛ الحكم والإدارة في الأحساء والقطيف وقطر أثناء الحكم العثماني الثاني 1288-1331هـ/1871-1913م – د. عبدالله بن ناصر السبيعي، ط1 1420هـ/1999م (ص66)، تاريخ العراق بين احتلالين 8/247)]
وبلغ عدد أبيات القصيدة في النسخة المخطوطة المتداولة (68 بيتًا) ووردت في المجلد الثاني (العهد العثماني) أي الجزء الرابع ص160، وعدد أبيات القصيدة في النسخة المهاجرة (70 بيتًا)، واختلفت بعض الكلمات في القصيدة.
ومنها بعض الأبيات في النسخة المهاجرة:
خطه وختمه “المتوكل على الله أحمد بن نصر الله” على إحدى الوثائق
نسخة المخطوط المهاجر
نسخة الديوان المتداول