إذا قيل الطبع يغلب التطبع فإن ذلك فيه من الصحة الكثير، وعندما يتعلق ذلك بممارسة لصنعة معينة وخصوصا منذ الصغر وبعد ذلك تتويجها بالدراسة فإن ذلك يبقى حتى لو أنها تغيرت، فالحب للحبيب الأولي وهذا ما أحسبه في أستاذنا الدكتور عبدالعزيز عبدالله الجامع والذي عرفته وتعرفت عليه وهو مدير المختبر الإقليمي بصحة الشرقية والمشرف العام على المختبرات فيها وكنت إلى وقت طويل لا أعلم أن الدكتوراة لديه هي بالمختبرات لما كان يظهر منه دائما الشخصية الدوائية والتي صقلت عام 1973م بشهادة البكالوريوس من كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بالرياض وهنا ظهر عندي أن هنالك صيدلانين هما الأول ولا أعلم من سبق الآخر فهما تخرجا عام 1973م وكانا بعد الدكتور السيد سعيد العوامي، أحدهما هو شخصيتنا الدوائية الدكتور عبدالعزيز الجامع.
وهو أول صيدلاني سعودي بصحة الشرقية وكان ذلك في إدارة المستودعات رئيسًا لقسم الأدوية والمعدات الطبية ولمدة ثلاث سنوات وبعدها كانت النقلة للمختبرات بالدراسة للماجستير والدكتوراة ومن ثم العودة لوزارة الصحة من باب المختبرات بعد ستة سنوات من التحصيل العلمي، وبدأ بالمختبرات ما بدأ به في الصيدلة من تعلق وذلك في إدارته أو في تخصصه الدقيق العملي أو في لجان المختبرات المتعددة من إعداد ميزانيات إلى إنشاء مختبرات جديدة في المرافق الجديدة إلى استلام الأجهزة والمواقع المختبرية وطبعا لا ننسى الكوادر المختبرية بجميع أصنافهم ومستوياتهم ومشاربهم إن صح التعبير، وكانت الصيدلة دوما حبه وخصوصا إذا اجتمعنا معه في لقاءات الصيادلة والتي كانت تعقد بين فينة وأخرى جامعة كل الصيادلة نسبًا وإن اختلفوا سببًا فمنهم من أكمل في تخصصات الصيدلة بعلوم الدواء ومنهم بالحاسب الآلي والإدارة ومنهم بالكيمياء الحيوية ومنهم بالكيمياء العامة وغيرها ولكني لاحظت دائما أنهم غيورون جدا على المهنة ودائمو التطلع لبروزها وتطورها وطالما سمعت الدكتور عبدالعزيز الجامع وهو يتكلم أن أهمية تطوير المهنة بجميع جوانبها سواء بالمستشفيات أو بالمستودعات أو الجانب الرقابي والرخص الطبية أو الجانب الأكاديمي ولا ننسى جانب الصيادلة بالمختبرات والمتعلق بالأدوية في أمراض التجرثم والمضادات الحيوية وأمراض المناعة والأدوية البيولوجية وأيضا أمراض الغدد الصم وأدويتها ولا ننسى الصيدلة الجنائية وما يتعلق بالتحاليل الدوائية الخاصة بها في حالات الإدمان أو حالات تحاليل الدين هم في قضايا جنائية، كل هذا وغيره كان للدكتور الجامع وهو حقا الجامع لها مهنة وتخصصًا وعملًا وحبًا.
وبعد تقاعده من العمل الحكومي بعد انقضاء سنوات العمل فإن عطاءه لم يتوقف وأعرف ذلك منه فهو بشباب قلبه -حفظه الله تعالى- كان ملاذ كل من يريد أن يكون سائرا بالطريق الصحيح في العمل الصيدلاني والمختبري، فحقا الدكتور الجامع هو المناسب لها.
فلأبي محمد كل التقدير ممن تتلمذ على يده وأحب يومًا أن يركب معه في سفينته والتي كان هو ربانها.
ولقاؤنا مع شخصيات دوائية.