إهداء من القلب إلى القلب
إلى الأخوين:
الأستاذ الشاعر/ رضا الجزيّر (أبوعامر)
والأستاذ /علي الشيخ (أبو الحسن)
بكما جميلُ الشعرِ ينطلقُ
من مهجةٍ يجتاحها القلقُ
مازال هذا الشعرُ مفتقرًا
لنصيحةِ الإخوان.. يتّسقُ
ما شعّ في هذا الدجى قمرٌ
إلا لأنّ الشمس تحترقُ
ما أبدعت في الحبّ قافيةٌ
حتى تناجى القلبُ والحدَقُ
“شيبان” مازالت موائدها
تغري الأديبَ فيبزغُ الفلقُ
فتخالُ “طرْفَةَ” عاد يملؤها
شعرًا يوشّحُ حرفه الألقُ
هذا (الجُزَيِّرُ) فيه قد سكنتْ
حمّى الغرامِ فقادهُ الأرقُ
فترى معانيْ الحب يوقظها
من نومها هيمانَ يستبقُ
مازال شيخُ الخطّ في سفرٍ
يطوي المدى بالشوق يحترقُ
يا والدًا للبحرِ ما فتئتْ
أشعارُك السلوى لمن عشقوا
” شيبان هذي روحهُ رجعتْ
فالروحُ بعد الموتِ تنعتقُ
هذا (عليٌ) فيه ما فتئت
وسماتُ ذاك الشيخ تنطبقُ
السيد طاهر الفلفل
5/6/1420هج
كيف استطاعت رائحة هذه الورقة أن تشنّف عبق الروح بأريج الذكرى.. ووتنشر نثار الود على سماط الطبيعة..
وتستنطق أزاهير حقول الروح بالينعِ المداف برغوة الضوء
لا تبدأ الحكاية.. إلا حينما لا تنتهي..
أجدني هنا بين عدة مآلات لهذه الورقة.. والحديث تترامى أطرافه، وتشتعل الذاكرة بكائنات العبقرية
الرسالة.. بعثها السيد طاهر الفلفل.. لي ولأستاذي رضا الجزيّر..
ويستوقفني هذا الشاعر كثيرا.. وذلك لسببين مهمين
أولاهما.. أنه سليل عائلة أنجبت رموزا علمية وأدبية
من قرية التوبي.. بني شيبان.. كما يحلو للذائقة الشفهية أن تطلق عليها..
كما تطلق على قرية القديح “مُضرا”.
عائلة الفلفل.. منقوش اسمها على صفحات التاريخ.. بشخصيتين علميتين هما
-السيد مال الله الموسوي الفلفل.. أحد تلامذة الشيخ الأوحد والراوين عنه(ت1222)
-السيد محمد مال الله الموسوي الحائري الفلفل..عالم وشاعر فارع وذائع الصيت (ت1269)
السبب الثاني.. للوقوف عند شخصية السيد طاهر الفلفل
هو نفسه.. شاعر يمتلك الكثير من الوعي الشعري
فقد أصدر ديوان “ضفةالأشواق- 1427 – مطبوعات البيان العربي.. وقد احتوى على 40
نصا..
والسيد طاهر الفلفل.. من مواليد 1388هج
استمرأ الشعر مبكرا.. كان له حضور فاعل في زمن المنتديات الثقافية عبر الأنترنت.. نشر العديد من نصوصه في بعض وسائل الإعلام.. وشارك في الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية..
وأتذكر اول لقاء جمعني بالسيد هذا كان زيارة خاصة في شقته الكائن في المنطقة الخامسة
وكان ذلك في ليلة الأربعاء6/5/1420هج
حيث كان معي الصديق أبو الولاء صالح العسيف ورضا الجزير
حيث كانت ليلة استثنائية.. الحديث حول الشعر ومايتفرع عنه من شعراء التوبي.. وأحدث التطورات في الساحة القطيفية..
وقد ألقى علينا الشاعر قصيدته في تأبين الشاعر الراحل سعيد العصفور.. المتوفي سنة1417هج
أذكر بعضا منها..
خلود الشعر والشعراء
رحلوا وقالوا الموعد الحشرُ
وبدتْ كأنّ ديارهم قفرُ
لبوا نداء الموت في عجلٍ
سكرى فهل أغراهمُ القبرُ
أسرعت ويحك.. ما قضى وطرًا!!
يا موتُ منْ يأْمنكَ يغترُّ
بالأمس حين رأيته حملوا
نعشًا ويندبُ خلفه الشعرُ
أيقنت أن الميت شاعرنا
حقًا فهذا الشعرُ الحرُّ
هذا (سعيدٌ) بيننا علمٌ
شعرٌ ينير كأنهُ البدرُ
ما مات من أبقى الزمان له
ذكرا يفوح كأنه العطرُ
يبقى على مر الزمان صدى
فالخلدُ ما يصنعهُ الشعرُ
السيد طاهر.. مايزاال يمتلك خزينا كبيرا من إنتاجه الذي لم يطبع بعد.. وهو مرشح للطباعة لو سنحت له الفرصة.. وتهيّأت له الظروف.. وكم أشد على يديه ليجهد ويقدم منجزه الرائع للطباعة ويكون في أحضان المكتبات الأدبية..
وأخيرا لا بد لي هنا من ذكر هذه اللفتة الشعرية التي لا تفارقني أبدا
السيد طاهر لديه بيت شعري.. هو من أجمل ما كتب عن القطيف.. يقول فيه
قالوا القطيفُ جحيمٌ لا يقامُ بها
فقلتُ يا نارُ أهلًا إنني الحطبُ