رثاء للحبيب ابن الخال والعم الدكتور السيد حسين الماجد الذي وافته المنية وهو في ضيافة الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم وتمت مواراته في جنة البقيع..
على رغم ركضِ البسمةِ، الموتُ يسبقُ
ليلقى شريطًا من غدٍ يتمزقُ
لكل عراقيلِ المنى الموتُ حاطمٌ
فلم يتعثر بالدموع التدفقُ
لسبعين عامًا فوق كوكبِ لهفتي
قصارٌ وعامٌ كالدقيقةِ يُنطَقُ
تمهلْ لعلَّ العمرَ يزدادُ لحظةً
ومنها زمانٌ فاغِرُ الفقدِ يَسرِقُ
زفيرٌ يرشُ الطيفَ والطيفُ دافئٌ
على رئةً للذكرياتِ تُوَثّقُ
متى أفلتَ التابوتُ من قبضتي، متى
بكذبةِ مَن ينعاه قلبي يُصدِّقُ
بلى لم يزل ممشاه يقطرُ أعينًا
وما زال ظلا آهِلًا يتَعرَّقُ
متى دفنوه؟ وهو قبل دقيقةٍ
من الشوق خلف الحزنِ للباب يطرُقُ
متى دفنوه؟ وهو يجلس جانبي
ويسأل عن دمعي لماذا؟ ويَرفُقُ
متى دفنوه؟ بيننا بعد ساعةٍ
مواعيدُ لم تُنجَزْ وغيمٌ ومَشرِقُ
فيا ناقلَ الأخبارِ من شارع الردى
اشتبهتَ بلا شوقٍ خبيرٍ يدققُ
دموعي ابتساماتٌ بوجهك، هاجرتْ
إلى الرملِ والمرآةُ تطفو وتَغرَقُ
فتبا لموتٍ راح يموحك بينما
تجاهلَ آثارا مِنَ المحو تُحرِقُ
فداهمَنا طوفانُ غمضٍ وعتمةٌ
يداها لأيامِ المحبين تَخنُقُ
فمن يطفئُ المرآةَ من شمع وقفةٍ
وفوق ثياب الوقتِ وقتُك يعلقُ
فيا ليت أنهارَ المدامعِ خفقةٌ
لقلبكَ عامًا آخرًا فيه تَخلقُ
ليزداد فصلا شامتًا من خريفه
بعاصمةِ الشوق التي منه تَخفِقُ
تعجلتَ جدًا ما تزال حديقةٌ
على شفتيك الآنَ والقطفُ مُحْدِقُ
فهل وجدَ الدفانُ إلا صدورنا
ليدفن قلبا من مراياه يُغدِقُ
عقالٌ على الذكرى وطرحةٌ، ابتسم
لكامرةٍ نحو الغيابِ تُحدِّقُ
تمهل بمقدارِ انتظارٍ مؤبدٍ
بحَلقِ زوايًا بالفراغاتِ يُخنَقُ
وأسرِعْ خيالا لا تهرول حقيقةً
جنونًا يفوز الطيفُ يخسَرُ منطقُ
بصورتك الإعلانُ يَجهشُ بالظما
أباريقُ من أصفى طيوفك تُهرَقُ
على شفةٍ كانت لإسمك مَغْرسًا
وها هِيَ مِن ياء الندا تتشققُ
على عنقِ المصباحِ تقبض ظلمةٌ
فماذا على غُرْفاتها حين تشهقُ
لماذا استفاقتْ بعد حلم محطمٍ
شموعٌ على إطفائها تتفوقُ
هوت ضربةٌ أخرى على رأسِ شاعرٍ
على جرحه المفتوح لا صبرَ يَلصُقُ
ترفق أيا موتا يسيل لعابه
على كل حيٍّ عِذقَ قلبيَ يُرزَقُ
إلى شجرٍ في القبر في القلبِ عذقُهُ
تسللتَ والذكرى سياجٌ مغلَّقُ
عزائيَ يا ابن الخالِ والعمِّ مدفنٌ
وخاتمةٌ من نبعها تترقرقُ
وتنهلُ منها نهلَ ظلٍّ لقبةٍ
ونهلَ ميازيبٍ بغيمٍ تُصدِّقُ
تزينتَ بالموت الأنيق مفازةً
وذلك ميلادُ الذي كان يعشقُ
فماذا تريد الآن أم لستَ تكتفي
وسُلَّمُكَ المدفونُ للشمسِ يَخرقُ
تنفسْ بأضلاعٍ من الورد والندى
مقاما عليه أنجمٌ تتسلقُ
هنيئا وحق العطر في قبر أحمدٍ
قميصًا على عطرِ النبي معلَّقُ
وأنت على قيد اقترابٍ معمرٍ
إليه سماواتُ المزايا تُحلِّقُ
جنيتَ دعاءً نعمةً بعد نغمةٍ
على ظلها ثغرُ الفراديسِ مطْبِقُ
يزوركَ مشفوعًا إذا زار أحمدًا
عروجٌ بأيدي الخاتماتِ يُصفقُ
فنم تحت ظلِّ القلبِ غضًّا وأخضرًا
وجاور غصونا بالمنى تتعرقُ