سَتُفارِقُ الأهلِينَ يوماً …

يا أيُّها الإنسانُ لستَ بخالدٍ
في هذهِ الدُّنيا و أنتَ سترحَلُ

 

سَتُخلّفُ الأموالَ بعدَكَ والذي
قد كُنتَ فِيهِ لَدى التّصدُّقِ تبخَلُ

 

سَتُفارقُ الأهلينَ يوماً إن أتى
حتمُ المنُونِ و ليسَ عنكَ يُؤجَّلُ

 

و لسوفَ تعلمُ حيث كُنتَ بغفلةٍ
لكنَّما باري الورى لا يغفَلُ

 

و الموتُ تعلمُ لا محالَ لوقعِهِ
ماذا صنعتَ و هل بهِ تتأمَّلُ ؟!

 

إن كُنتَ في الدُّنيا أتيتَ بصالحٍ
فبهِ يُلاقيكَ النَّعيمُ الأفضلُ

 

و إذا رَكِبتَ الجُرمَ لاهٍ بالهوى
فبذاكَ ممّا قد جنيتَ تُكَبَّلُ

 

فلتتّخذْ زاداً يقيكَ بمحشرٍ
هَولاً تطيرُ لَهُ القلوبُ و تَذهَلُ

 

فانظرْ لِمَن رامَ اللقاءَ بربِّهِ
طَوعاً و جادَ بما لديهِ و يبذُلُ

 

ذاكَ الحُسينُ صرِيخةُ الدِّينِ الذي
بكتِ السَّماءُ دماً عليهِ و تهطِلُ

 

قد قطّعتهُ سيوفُ آلِ أُمَيَّةٍ
و كريمُهُ فَوْقَ الأسنّةِ يُحمَلُ

 

ما حالُ زينبَ مُذ رأتهُ على الثّرى
مُلقىً طريحاً و المدامعُ تهمِلُ

 

صرخت و نادت وا أخاهُ و ليتني
أبقى و تندبُكَ النِّساءُ الثُّكَلُ

 

مَن ذَا يواري جسمَكَ المُلقى على
بوغائها و عدُوّنا لا يُمهِلُ .



error: المحتوي محمي