عندما تسمع عن شخص ما أثناء دراستك وبنفس الكلية أنه كان مميزًا بخلقه وسلوكه، ومن أكثر من شخص، وخصوصًا إذا كان بينك وبينه سنوات عدة فإن ذلك يعطيك شعورًا بتميزه ورغبة في التعرف إليه، وهذا ما حصل لي مع أستاذي الفاضل الصيدلاني عبد العلي عبد الله البحارنة، فعند دخولي لكلية الصيدلة عام 1405 – 1406هـ، أي بعد تخرجه بخمس إلى ست سنوات كان الكثير من أساتذة الكلية والعاملين بها يرددون اسم الصيدلاني عبد العلي البحارنة، وأنه كان من طلاب الكلية المميزين؛ ولهذا كنت أتشوق للقاء به ومعرفته، فهو ممن دخل كلية الصيدلة ودرس فيها وحتى أتيحت له فرصة التدريب بشركة أرامكو في العام 1396هـ على يد المرحوم الصيدلاني السيد سعيد العوامي، ولم يكتف بذلك بل استفاد من التدريب أيضًا في العام الذي تلاه وكان ذلك تأسيسًا لمهارات ومعارف مكنته من الاستفادة من التدريب للسنتين اللاحقتين في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض على يد الدكتور (فلن)، الذي وجد في شخصيتنا الدوائية خامة ممتازة لتقبل المعارف الجديدة في الصيدلة وهي الصيدلة الإكلينيكية (السريرية) ولهذا كان التركيز عليها حتى تخرجه عام 1399هـ.
بعدها بدأ العمل الصيدلاني الرسمي بوزارة الصحة بإدارة الرخص الطبية لمدة شهرين، ثم انتقل لصيدلية مستشفى القطيف العام والذي كان في ذلك الوقت المستشفى الوحيد بمنطقة القطيف الحكومي، والذي كان يغطي جميع أنحائها في الطوارئ والعيادات والتنويم، وهنا أهمية وجود صيدلاني مميز والذي بعد فترة من عمله تحت إدارة الدكتور كاظم منيب تم تعيينه مديرًا للصيدلية مع دخول القرن الهجري الجديد سنة 1400 هـ، وللاستعداد للإدارة كان لا بد من تعيين نائب يسانده وهذا ما تم بتعيين الصيدلانية نجاة إبراهيم، وبهذا تمكن من إدارة صيدلية المستشفى وما فتح من صيدليات بالمراكز الصحية وبعد ذلك ضم صيدلية مستشفى صفوى ولتمكنه فقد استطاع أن يديرها ويبدأ بالعمل في تأسيس إدارة صيدلية مستشفى القطيف المركزي وذلك بعد انضمام الصيدلانية هنية الصدير لفريق العمل وكان ذلك (سنرجزم synergism) المصطلح الذي يعني الزخم والأداء المميز المضاعف لكلا الطرفين، وعند افتتاح المستشفى عام 1407هـ كانت الإدارة المكونة من الدكتور عبد العلي البحارنة والدكتورة هنية بالإضافة لمن ساندهم هي من نقلت صيدلية العهد القديم إلى الصيدلية المتطورة بأقسامها الداخلية والخارجية والمستودع وقسم الأدوية المراقبة واستمر التطور مع قدوم الصيادلة والصيدلانيات المتخرجين حديثًا في عام 1411 هـ وما تلاها، حيث تم إنشاء وحدة المحاليل الوريدية والتغذية الكيميائية، وقبيل هذه الفترة المميزة كان لي شرف لقاء الدكتور عبد العلي (أخيرًا) حيث تلقيت التدريب الإلزامي للتخرج بجزئه الثاني في مستشفى القطيف المركزي عام 1410هـ أي بعد إحدى عشرة سنة من تخرج أستاذي وبعد خمس سنوات من تردد اسمه على مسامعي في كلية الصيدلة، وكان فوق ما توقعت من دماثة أخلاق وتعاون ومعارف وقدرات صيدلانية، مكنته بعد ذلك من إنشاء وحدة المعلومات الدوائية وكذلك الصيدلية الإكلينيكية، وخصوصًا أن من كان في فريق العمل من الصيادلة والصيدلانيات (نقدرهم جميعًا ولا أريد أن أهضم أحدًا حقه بنسيان ذكر اسمه) كانوا متحمسين جدًا لذلك، وقد كنت قريبًا لهم ومتابعًا ومتواصلًا أيضًا، كوني صيدلانيًا بمستشفى الدمام المركزي وكان لا بد من التعاون بين الصيادلة والمستشفيات لخدمة المرضى في ذلك الوقت بما يسمح لهم النظام.
وكان الدكتور عبد العلي أحد هؤلاء الذين لا يألون جهدًا في خدمة المريض سواءً في موقع الصيدلي أو مدير الصيدلية أو المشرف على الخدمات الصيدلية بمنطقة القطيف وحتى العام 1420هـ ومن ثم المشرف والمسؤول على وحدة المحاليل الوريدية بالمستشفى.
وبعد عطاء امتد لإحدى وثلاثين سنة تقريبًا كان التقاعد والذي لم يمنعه من التواصل مع الصيادلة وإرشادهم.
ولقاؤنا مع شخصيات دوائية
رجاء
الصيادلة والصيدلانيات الكرام ومن يعرفهم، آمل إرسال سيرة مختصرة تتضمن الاسم كاملًا، وتاريخ التخرج، واسم الجامعة، وتاريخ العمل ومواقعه إلى الجوال: 0503802353
سلمتم جميعًا