هذه أنا

أحب الحياة الاجتماعية، والعلاقات الطيبة بيني وبين الآخرين، ‏فالعلاقات لا يجب أن نشعر فيها بالواجب بل بفكرة العطاء، أن تقول الكلمة اللّطيفة؛ لأنك تحب شعورها الذي سينجلي في قلب غيرك، أن تساعد ليس لأنك فقط تلبي طلبًا بل لأنك تشعر بحاجتك في أن تكون جزءًا من تمكين شخص تحبّه، العلاقات الطيبة ليست بالمساومة، إنما بجميل العشرة، وطيب الأثر، ولُطف الود.

أنا أحب أن أساعد الناس، وذلك يسعدني، فمن درجات النعيم في الدنيا أن تكون أنت جنة لنفسك ومن حولك، واحة غنّاء يستظل بها خاصتك وذوو محبتك، ويد عطاء ممدودة؛ فتمنح وتربت قدر استطاعتك، أن تكون أنت طبيب نفسك؛ تعرف علتها وعلى مهل ترعاها وتُداوي تعبها، فيكون أثرك طمأنينة وبركة ودفئًا في نفوس من حولك، وتكون أنت سرك، وسكينة نفسك.

أتأثر بالأحداث الأليمة، ثم أدفع نفسي لتجاوزها؛ لأني متأكدة أنني لن أتمكن من الإقبال على اليوم وأنا مُمتلئة بالأمس، لن أتمكن من رؤية النور جيدًا وأنا غارقة في العتمة، فتعلّم كيف تسمح للأشخاص والمواقف والتجارب بالمرور، تعلّم أنها أمور لحظية لن تستمر طويلًا، وأن بقاءها معك كل هذا الوقت هدرًا لطاقتك ومشاعرك. انفض بقايا الأمس واستقبل اليوم بحُب وشغف.

هناك فرص عديدة فقدتها سواء بقصد أو بدون قصد، وهذا ما آلمني كثيرًا؛ لذا إذا شعرتَ بمرارةٍ على فوات الفرص، وأخذت مخالب الندم تنهش فيك، فتذكّر قوله تعالى: {فعند الله مغانم كثيرة} فالله -سبحانه- يرُد الغائبات، ويعوّض الفائتات، ويجزل العطاء في القادمات.

فمن أكون أنا؟
أجبت نفسي: هذه أنا، ‏أصبر نفسي، هذهِ الحياة ليست مثالية ولا مراعية للآمال، سيخيب ظني كثيرًا وهذا طبيعي.. أصبر وأتصبر، وأسعد إذا زارتني لحظة فرح ولو كانت مؤقتة.. لذا أكون مثل الفاصلة (،): ٳذا رأيت موقفًا يحزنني أضعها وأكمل طريقي.. ولا أكون مثل النقطة (.) تنتهي آمالي عند موقف صادفني!.. ومؤمنة أنه بين الحلم والأمنية والقدر والنصيب لا يحدث إلا ما كتبه الله لنا!! ولا أتعامل مع الدعاء على أنه آخر الحلول وأضعفها! أتعامل معه على أنّه أوّل الحلول وسيّدها، أتعامل معه كأوّل ملجأ أتخذه في سائر أمري، وفي كربي وعسري وحزني، أتعامل مع الدعاء على أنّه “بوصلة التغيير في حياتي” وصدّقوني متى ما اتّخذتم الدعاء أول الملاجئ كان الله لكم كافيًا وخير ملاذ..



error: المحتوي محمي