رسالةٌ إلى شاعر..
كتبتها إلى الشاعر علي أحمد الممتن
(أبي سليم) من مدينة الأحساء.. قرية الجبيل.
حيث جعل يشكو إليَّ هجران الشعر، وأنه قد استعصى عليه.. فشجعتُ قريحته و حاولتُ أن أستعيد أنفاسه الإبداعية، فما كان مني إلّا أن كتبتُ له هذه الرباعيتين فور رجوعي إلى السكن الجامعي تحت عنوان
الوتر الجريح
أيقظْ يراعكَ يحيا الحرفُ والقلمُ
وراقصِ اللحنَ تيّاها يجبْك فمُ
قم وانشدِ الشعرَ ألحانٌا على شفةـ
سكرى يراودها من فيضكَ النغمُ
وسامرِ الليلَ أنفاس الهوى ثملٌا
فإنّ ليلَ الهوى للعاشقين دمُ
قمْ غازل النجمةَ القمراءَ في ولهٍ
تحكي لنا قصةٌ يحلو بها الكلِمُ
**********
إذا أتتكَ فراودها على مهلِ
واخفضْ لها من جناحِ القولِ في ذللِ
هِيَ القوافي فرفْقًا حين تسكبها
تكسو معاصمها تبرًا على حُللِ
إنّ القوافي.. كما الحسناءِ في خدرٍ
دعها محجبةٌ تأتي على مَهَلِ
هو الشعور ملاكٌ في قداستهِ
وحي السماءِ يروّي قلبَ كلِّ “علي”
الخميس 12/6/1417هج
هذه الورقة..تستدعي الوقوف عند فترة مفصلية كانت في عمر تجربتنا الدراسية والأدبية.. وهنا بالتحديد.. أستوقف في لملمة أحداث شخصية لامعة وقتها
وهو الأستاذ الصديق الشاعر
علي أحمد الممتن..
أحد أعضاء جلسة شعراء المهجر الجامعي بجامعة الملك سعود بالرياض..
والمواقف الشعرية كثيرة.. وأحتفظ بعدة قصاصات ونصوص كتبها الشاعر ارتجالا.. أو تفاعلا لحدث مفاجئ
كان الشاعر علي.. ذا قريحة سيّالة.. وشاعرية مطواعة..
يسترسل الحرف بين يديه بسلاسة. وينثال بكل رشاقة
قلمه ممرع و ممتع..
يمتلك مع ذلك روحا شفافة.. ومحببة
وللأسف.. بعد تخرجنا من الجامعة.. قلّ التواصل معه تدريجيّا.. إلى أن انقطعت الأخبار بيننا
وانشغل الشاعر عن مشروعه الشعري كثيرا. فما صرنا نقرأ له أو نسمع عن أدبه شيئا.. لا في الإعلام ولا في الرسائل الخاصة..
وكلي أمل أن تعود هذه الموهبة.. وهذه القامة الشعرية لسابق عهدها..
وأضع هنا بعض نصوصه القصيرة..
إلى أبي تراب
جئت والكون والملائكُ تحبو
و الملايين نحو ذاتك هبُّوا
والأهازيج في السماوات لحنٌ
بفم الحور والملائكُ.. لبّوا
وشموعُ الميلاد في يوم ذكرا
ك ضياءٌ.. بأُفقنا مشرئبُّ
وذُكاءُ الأعياد في يوم ذكرا
ك نسيمٌ ملائكيٌّ يهبُّ
وحنينٌ يفجر الشعر نبعًا
علويًّا منه المحبون عبوا
هكذا جئتُ سيدي بقصيدي
ومرضاكم عظيم ما كنت أصبو
كتبها في يوم الأربعاء 13/7/1418هج