السلام عليك يا أعز البشر وأغلاهم، يا حبي الأبدي، السلام عليك يا روحي وتوأمي وكل شئ لي في هذا الكون.
أعتذر عن غيابي هنا، حيث الكتابة تمتلك صدقي الإنساني، وبجرأة استثنائية أبوح هنا لأتيح لمشاعري أن تبث ما تريد! ولعلني سأغرد خارج المألوف، ولعل البعض يفسر بوحي وصدقي استثناء ولكن!! أنا صاحبة قلم نزيه وهذا هو قدري، والذي أعد ما أكتبه إحدى مسكنات وجعي.
قد يستغرب البعض ويتعجب من مزجي الغزل والعشق ببعضهما من العفة والحياء ولكن! ما الضير أن أبادل زوجي طهور الحب!! وقد أنال النقد من البعض على كتابتي هذه!! لكني أظن أن تناول مثل هذه الكتابات الدافئة، هو مطلب ضروري لحياة زوجية هانئة، وحتما سيعجب الكثير من ذوي الحس الإنساني الرفيع، ومن يحترم مشاعر المرأة كامل الاحترام.
في هذا الكون الصاخب أود أن أقول: ليس جديدًا علي وليست المرة الأولى أن أكتب عن زوجي، وأعجب شيئ وأجمله هو كتابتي عنه بكامل حريتي وإحساسي وحبي، لذلك أعلن من البداية أنه من حقي كصاحبة قلم أن أكتب عنه، وككاتبة وليس كزوجة، فما لديه من مزايا تحتاج إلى روايات لا يمكن كتابتها إلا بخليط من ماء الذهب والورد والنور! وفعلًا أنا أكتب عنه بين حين وآخر عن إنسانيته، تواضعه، أخلاقه، ومواقفه، وإن كان هو معروفًا اجتماعيًا ولكني، أكتبها لتبقى محفورة في الذاكرة.
أنا دائمًا أحمد الله وأشكره على هذه النعمة التي أعطاني إياها ربي! لأن يكون شريكًا في حياتي وحبيب قلبي حيث أعده سندي وسعادتي وسري. يكفي أننا كافحنا معًا ومررنا بسنوات مليئة بالحب والاحترام والعطاء، وبقي زوجي كالنهر الدافق لي، وأنا شخصيًا معجبة بشخصيته؛ حيث أراه في أغلب الأحيان ملاكًا على هيئة إنسان، بل إنسانًا عظيمًا على الرغم من بساطته ولم تتغير نظرتي له منذ عقود طويلة.
والحكاية باختصار! هي أننا عندما قررنا الارتباط والزواج في مطلع حياتنا وعند شبابنا، كنا نضع أمام أعيننا مجموعة من القناعات والتنازلات لنا معًا، ومما اتفقنا عليه هو لا للشروط التي تنعقد بعض من الزيجات عليها وهي المال أو المصالح والصعوبات وغيرها! فلم نفكر أبدًا في أن يكون الخيار على هذا الاساس. لقد تحمل زوجي صعوبات الحياة منذ طفولته مع اليتم، حيث فقد والدته وهو طفل صغير وبعدها فقد والده وهو شاب صغير وتعرض للكثير من المحن، وكنت أكتشف كل يوم بعدًا جديدًا من أبعاد شخصيته وأخلاقياته النبيلة.
ولقد عشنا عبر أكثر من أربعة عقود كزوجين متكاملين يعين كل منا الآخر! واكتشفت بمرور الوقت أنه عين لا تنضب من التضحية والاحترام والنبل، وأنه يتعامل معنا ومع الجميع بما يرضي الله! وللمصادفة المبهرة أنني اكتشفت أيضًا حينها أن والدته المرحومة “فاطمة عبد الحسين الخنيزي” ترتبط برباط عائلي مع والدتي المرحومة “فاطمة حسن الخنيزي”. ولقد ألزمت نفسي بالفخر والاعتزاز به واعتبرت أنه من نعم الله علي أن رزقني الله إياه زوجًا صالحًا!
أنا هنا لا أقصد التفاخر والتباهي أو الخروج عن المألوف كما يظن البعض بكتاباتي الدائمة عن زوجي، ولكنها أحاسيس ومشاعر تجعلني أراه الأفضل. ولعلني أدعو وأناشد البعض أن تقدس المرأة زوجها وتشيد به، بما عنده من صفات حقيقية. فاحترام المرأة ومحبتها لزوجها وشعورها بأن له من الصفات والمزايا، ما يجعله سعيدًا بهذا الحس النبيل، هو درس لكل امرأة! حيث إنني امرأة لها كيانها الخاص وهو حبيبي الذي كان ولحد الآن أعده توأم روحي.
وأخيرًا ألتمس العذر ممن لا تعجبهم هكذا أحاسيس التي يخالطها الطهر والعفاف والصدق ولكنه شيئ ما في داخلي أردت البوح به لأشعر بامتناني لمن يستحقه مني وهو زوجي العزيز فوزي الجشي.