وأيُّ أناةٍ أطولُ مِن أناتِك ؟! …

اللهُ يرعانا بلُطفٍ دائمٍ
مَعَ ما بنا مِن سُوءِ فِعلٍ أو خَطل

 

نعصيهِ مِن جهلٍ بنا و هو الذي
مِن حِلمِهِ يُعطي الجهُولَ و لم يزَل

 

بعبادِهِ مُتَلطِّفاً مُتَحَنِّناً
مُتجاوزاً ما كانَ منهم مِن زلَل

 

منحَ العُصاةَ أناتَهُ مُتَفضِّلاً
و أناتُهُ في طُولِها يأتي الأمَل

 

فلعَلَّ مِنهم مَن يَؤوبُ لرَبِّهِ
يوماً و تُدرِكُهُ النَّدامةُ و الخجَل

 

اللهُ يُمهِلُ عبدَهُ العاصي و ما
بالجُرمِ يأخُذُهُ على نحوِ العجَل

 

و عليهِ يستُرُ فاضحاتِ سرائرٍ
لو كانَ صاحِبُه رآها لانذهل

 

فليعلَمِ الإنسانُ أنَّ فِعالَهُ
مرئيَّةٌ و اللهُ يعلَمُ ما فَعَل

 

و ليتّقِ المَعبودَ حتى لا يرى
آثارَ معصيَةٍ تجي ءُ على مَهَل

 

أرأَيتَ مَن قتلوا الحُسينَ و علَّقوا
فَوْقَ السِّنانِ كريمَهُ لَمَّا انفصل

 

ساقوا على عُجفِ النِّياقِ عِيالَهُ
مُتَبجِّحينَ بوَهمِ نصرٍ مُفتَعل

 

ذاقوا وبالَ فِعالِهم و أتى على
خضرائهم ظَفرٌ لِمُختارٍ حصَل

 

فأبادَ مِنهم مَن أتى بجنايةٍ
في حقِّ أشرفِ سيِّدٍ في الأَرْضِ حَل

 

قد غرَّهم إمهالُ جبَّارِ السَّما
فأتوا عظيمَ جِنايةٍ لا تُحتَمَل

 

قد فاهَ بالكُفرِ البواحِ زعيمُهم
إذ قَالَ لا خبَرٌ و لا وحيٌ نزل

 

و ترى المُهيمَنَ إنَّما يُملي لهم
كي يستزِيدَ الغيُّ فيهم و اشتَعل

 

و يُعِدَّ في نارِ الجحيمِ عذابَهم
و عليهمُ ثوبَ المهانةِ قد جعَل .



error: المحتوي محمي