تَسَامَىْ غَرَامَا

هُوَ اللهُ فِِيْهَا بَصِيْرٌ تَعَالَىْ
جَمَالًا تَجَلَّىْ عَلَيْهَا تَمَامَا

 

تَهَاوَتْ بِيُوْتٌ بِمَا قَامَتْ وَقَدْ
تَبَاهَتْ بِرَفْعٍ وَصَارَتْ حِطَامَا

 

لِمَنْ كَانَ فِيْهَا طَرُوْبًا بِأُنْسٍ
حَيَاهَا بِلَيْلٍ وَبَاتَ هِيَامَا

 

خَزَاهَا نِكَالًا بِمَا صَارَ خِزْيًا
وَغَاصَ بِوَحْلٍ مَلَاهَا سِقَامَا

 

لَقَدْ فَازَ مَنْ قَامَ فِيْهَا بِطُهْرٍ
جَنَاهُ بِنُسْكٍ وَنَالَ وِسَامَا

 

حَيَاهُ بِمَا طَابَ أَبْدَىْ خُشُوْعًا
هَنَاهُ بِجَذْبٍ تَسَامَىْ غَرَامَا

 

فَكَمْ مِنْ مَنَالٍ حَبَاهُ بِفَوْزٍ
تَنَامَىْ خِلَالَ كِفَاحٍ حُسَامَا

 

تَعَالَىْ زُرَافًا قِيَامًا وَسَاقَ
عَطَاءً وَصَاغَ بِصُدْقٍ قِيَامَا

 

وَدُمْ مَا عَلَيْهَا بِعَذْبِ حَدِيْثٍ
تَلَاقَىْ بِصَفْوٍ وَزَانَ سَلَامَا

 

بِمَا لَايَكُوْنُ سِيَاقًا وَضِيْعًا
جَرَىْ فِيْ لِسَانٍ تَرَامَىْ سِهَامَا

 

تَغَاضَىْ عَلَىْ مَنْ جَفَاكَ بِعَمْدٍ
وَكُنْ نَاصِحًا مَا تَعَالَىْ خِصَامَا

 

وكن داربًا في جُلُوْسٍ بِسَكْنٍ
وَصَغْ عَنْ جِدَالٍ تَرَفَّعْ كَلَامَا

 

حَظَىْ مَا جَلَاهُ جِنَانًا تَرَاءَتْ
نَعِيْمًا لَقَاهَا بِصَبْرٍ لِزَامَا

 

رَوَىْ مِنْ عَلِيٍّ شَرَابًا بِمَا لَمْ
يَكُنْ فِيْهِ غُصَّةً وَكَانَ فِطَامَا

 

وَهَانَ عَلَيْهِ حِسَابًا بِحَصْرٍ
تَهَاوَىْ بِقبْرٍ لَقَاهُ ظَلَامَا

 

وَشَعَّ بِنُوْرِ الْوِلَاءِ ضِيَاءٌ
تَبَاهَىْ وَفَازَ بِسَبْقٍ كِرَامَا

 

وَصَدَّ بِهَا مَا وَقَاهُ شنارًا
بِوَقعٍْ عَلَيْهِ كَفَاهُ جِسَامَا

 

فِيَا غافلًا فِيْ عِثَارٍ تَعَقَّل
وَبَادِرْ بِرُشْدٍ تَرَاهُ عِصَامَا

 

فَكُلٍّ يَنَالُ بِمَا قَدْ خَطَاهُ
وَجَادَ بِهَا عَنْ حَصَادٍ صِرَامَا

 

وَزُفَّ إِلَىْ مَا شَذَاهُ إِلَيْهِ
عَلِيٌّ ثَرَاهُ وَطَابَ مَقَامَا



error: المحتوي محمي