حكاية ورقة.. 15

ربّ قصيدةٍ خلّدت صاحبها..
وربّ نصّ اشتهر على ألسنة الناس.. ولا يعلم قائلُه
وبين يدي مقطوعة شعرية.. تربى على سماعها وحفظها جيل من قرية التوبي..
ولشهرتها تناقلتها المسجات.. ورسائل التواصل.. دون أن تعزى لشاعرها..
وها أنا أنشرها مع الاحتفاظ بالقائل..
وهي تحيل للكثير من المواقف الأدبية والشعرية في مرحلة البدايات..

التوبي…

يا قريةَ التوبي إليكِ إليكِ
إنّ الجمالَ أطلَّ من عينيكِ

 

أنتِ الجمالُ وضحكةُ الزمنِ الذي
غنّى حروفًا من لمى شفتيكِ

 

يا جنةَ الفردوسِ إنكِ بسمةٌ
للناسكِ الهيمانِ في سعديكِ

 

يا موكبَ الأفراحِ لو لا ظلّكِ
وقديمُ مجدٍ خُطَّ في قدميكِ

 

ما كنتُ أعرفُ في حياتي بسمةً
حتى لثمتُ الوردَ من خدّيكِ

 

أنت الورودُ الحُمْرُ في نفحاتها
عبقُ الجنانِ يفوحُ من كفيكِ

زيتونة الأيامِ يا بلدًا لهُ
تهوي النجومُ شعارها لبيكِ

14/10/141‪1هج
القصيدة لأستاذ شعراء التوبي..
السيد حسين علوي الجراش..
وقد سبق أن ذكرته في بعض وريقات الحكايا.. حيث درسنا عنده أول دورة عروضية في عام 141‪5هح..
و السيد حسين الجراش..
يستدعي وراءهُ تاريخ حقبة زمنية لامعة ومليئة بالحراك الأدبي في قرية التوبي..
فهو خريج جامعة الفيصل.. لغة عربية
مدرس بإحدى مدارس القطيف..
تخرج على يديه الكثير من شباب التوبي..
نشر نصوصه في بعض الدوريات الأدبية..
كما نشرت له مجلة الموسم بعض النصوص في عددها (9-10(لعام1991م
ووجدت من بين الأوراق
ملفا خاصا يحوي مجموعة قصائد للسيد لعلها جمعت لإخراجها ديوانا شعريا
وقد استلمت الإضمامة من الصديق م. ع. غ
عام 142‪6هج
أي قبل 18سنةتقريبا..
وقد استنسخه مني السيد شبر الشاخوري في شهر رمضان من عام 143‪8هج أي منذ ست سنوات تقريبا
المخطوط يضم أغلب نصوص السيد الولائية بالذات
منها قصائد المناسبات ورثاء العلماء.. وبعض الإخوانيات
في أكثر من ستين عنوانا بين القصيدة والمقطوعة الشعرية..
وما يلفت في هذه الحكاية.. هو أنّ السيد الأستاذ
تخفف من كتابة الشعر.. و توارى في الظل..
شاعر ملأ الذاكرة وهجا.. وجمالا راقيا…. وعلى يديه دخلنا بوابة الشعر المعاصر.. وببراعته أتقنا قراءة النصوص الشعرية.. وتعرفنا على قامات الشعر آنذاك..
الحديث عنه يطوول كثيرا..
ولعلي أعود له في حكاية أخرى لعلها تفي بعض حقه الفارع..
ويطيب لي أن أسدل ستار هذه الحكاية ببعض أبيات كنا نحفظها من قصيدته
القطيفُ أرض الولاء..

العاشق الصبُّ لولا الليل والقمرُ
لخلتهُ من لهيب الشوقِ ينتحرُ
. مسافرٌ دائما والشوقُ قاربهُ
مجدافهُ الحلمُ والإيحاء والفِكرُ
هي القطيف التي مازال ديدنها
الحب والخيرُ والتَّحنان والذكرُ
تلك النخيلُ الطوالُ الباسقاتُ بها
كأنها غادةٌ يحلو بها السمرُ



 


error: المحتوي محمي