لغة الحوار الهادئ هي اللغة المحببة، هي التي سوف تصعد بمجتمعنا إلى ما هو أسمى وأرقى.
وإن أجمل النجاح على المستوى الاجتماعي والإنساني، هو احترامنا لبعضنا البعض، حيث يكون الالتزام بما أوصت به قيمنا ومبادئنا والمتوافقة روحيًا وأخلاقيًا بثقافة ديننا الإسلامي الذي كرم الإنسان ورفعه.
فمن الواجب علينا أن نبعد أنفسنا عن المصالح الشخصية التي لا تخدم أفراد مجتمعنا ولا تحقق الموازنة الاجتماعية السوية.
إن أفراد المجتمعات المتحضرة والمتعاونة، يستطيعون أن يبنوا أوطانهم، وهم قادرون على النهوض وصنع الإنجازات العظيمة والراقية فوق الأرض وفي السماء.
إن التوكل على الله ثم التخطيط السليم يقود إلى النجاح ويعزز كل الطموحات ويمنح الصمود أمام التحديات كما أن الصبر والمثابرة على مواصلة العمل يحقق النجاح.
علينا جميعًا فقط أن نحذر من أعداء التقدم والنجاح، فهم وللأسف الشديد متواجدون حولنا وفي كل زمان ومكان وبالرغم من أنهم قلة، ولله الحمد، ولكن هؤلاء النوعية من الناس -يهديهم الله ويصلح حالهم وحالنا إلى الأحسن- هم وللأسف الشديد جاهزون وعلى أتم الاستعداد للنيل من نجاحات الآخرين، فهم لا يبالون في وضع العراقيل في طريق من يرونه ناجحًا، في عمله وحياته وحتى مع حسن تعامله وأخلاقه مع الناس، إنهم حقًا ليس لديهم ما يخافون عليه ولا يبالون بتاريخ مضيء في حياتهم ولا بذكرى حسنة بعد مماتهم، لا يريدون لأنفسهم أي تغيير إيجابي ولا لأوطانهم أي تقدم ولا لمجتمعاتهم أي علو أو ازدهار، قلوبهم ملأها الحسد والغيرة والحقد (سامحهم الله) ونحن لا ننتقد هذا السلوك المقيت، إلا للبناء ومحاولة للتوعية والإصلاح.
وقبل الختام، إن القصص في سر النجاح والإصرار على تحقيقه لكثيرة ومثيرة لعلنا ولحسن الحظ ونحن نعد هذه المادة لفت انتباهنا “سر نجاح” نستشهد بمقولة رجل أعمال وأديب معروف وهو أحد صناع النجاح في مجتمعنا، وهو كما وصفه أحد الإخوة من المتابعين له معقبًا على ما كُتب بصفحة التواصل الاجتماعي، ومعرفًا لشخصيته الكريمة الحاج والوجيه علي البلدي – أبو حسين (هو مدرسة في الحياة من خلال عمله وتجاربه وخبراته -وفقه الله-) قد كتب قصة قصيرة، عن سر نجاحه بعد مطالبة حثيثة ولم يكتبها كما أفصح -حفظه الله- طلبًا لشهرة أو حبًا لظهور إنما كتبها كما قال هو، حث لأبنائنا وبناتنا وأحفادنا على الجد والعطاء والمثابرة، ومما زادني حماسًا كذلك في هذا النقل البسيط ككاتب اجتماعي، هو ما أوصى به أحد الأخوة المتابعين قائلًا “ما شاء الله هي تجربة تستحق التوثيق وحري بالصحفيين أن يلتفتوا إليها” متمنيًا أنا وكما الآخرين الكرام ومن كل قلبي أن يكون ذلك التوثيق الناصح والمفيد من الأخوة الصحفيين المبدعين والمتميزين بكتاباتهم الجميلة.
وقد قال في قصة سر نجاحه الكثير وقد أوجزت ما يهمنا في مقالنا هذا هو الآتي: قال -وفقه الله وحفظه من كل سوء- لن أستطيع تحقيق تلك الأهداف إلا بسلاح العلم والجد والمثابرة، واجهت الحساد، حاولوا تكسير مجاديفي لكنهم لم يحبطوني ويقتلوا طموحي (القول ما زال لصاحبه) بل كانوا محفزًا لي لبذل المزيد من الجد والجهد والمثابرة وتطوير الذات، ومشددًا القول: ليس هناك مستحيل على الإنسان لتحقيق أهدافه إذا عمل بجد واجتهاد وصبر ورسم لنفسه أهدافًا وترك الكسل والخمول وعمل لتحقيقها ليس بالأمنيات ولا الحلم إنما بالعمل المضني الجاد، مختتمًا بقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105].
فالنصيحة، لنا جميعًا ألا نعطي أحدًا الفرصة من هؤلاء أن يهدم في لحظة، بنيان ما شُيد بسواعد المخلصين سنوات، كما نأمل في نفس الوقت منهم وهم إن شاء الله أخوة لنا ونمنحهم العذر على أنهم مروا بظروف حياتية صعبة لا ذنب لهم فيها، أعانهم الله وغفر الله لنا ولهم فكلنا خطاؤون إلا من رحم ربي، نطمح أن يكونوا إيجابيين، وهم قادرون بإذن الله تعالى أن يكونوا شريحة مهمة في مجتمعهم، يراعون الكبير والصغير وشيب من قست عليهم الحياة، يساعدون على البناء والتطور والنمو.
علينا جميعًا أن نكون منفتحين ومتفهمين، مفعمين بالأمل والحياة السعيدة وبالعيش والحب لكل الناس، نواصل ونكمل مسيرة البناء والتفوق ونحقق تلك الإنجازات المشرقة لأبنائنا وبناتنا ولوطننا الغالي الذي قدم لنا كل غالٍ ونفيس.