حدثها جورج صاحب القبعة المسكونة بالحمام الأبيض بأن السلام يختبئ بجيوب الساحر، وأنها تستطيع أن تسرقه بسكون الريح عند الغروب والناس تتأهب للسبات، وأخبرها أن الشمس تشرق من صدر كل حزين على هيئة حزم من الضوء يبدد كل وهم فيمكنها أن تتعاقد مع الصبح ليهبها جزءًا.
قال لها أيضًا ليتك تقومين بتجربة القفز بين الماء والماء شرط ألا تبتلي بدمع أحدهم وألا تتعثري ببكاء صغار الموت. كان حكيمًا جدًا في كل مفرداته وكأنها صنعت من رشد!
فقامت ولملمت شعثها وحزمت أمتعتها المهشمة وأعطتها ذاك الزمن في يده ووصته بأن يبقيها مغطاة بأمنية كي لا تصدأ وأخبرته بأنها تريد الجنيات تقوم بحراسته لحين عودتها وإن لم تعد يهبها للبحر ليزيد غموضه وليكثر عمقه بها حتى إن وصلت للقاع نبت الخوف في جعبته.
ونفضت الغبار عن أوردتها ومضت حتى إن وصلت إلى بوابة تفتح كل يوم تحديدًا في الساعة الحب فجرًا حتى آخر نور ينبثق من كل روح، انتظرت برهة حتى إن شرعت يداها تسللت كما تنسل كل الأرواح خلسة.
كانت فراشات ملونة تنتظرها حتى إن وضعت رجلها اليمنى في المكان تلونت خطواتها.. نعم استقبال يليق بها ولو مرة.
استرقت النظر يمينًا وشمالًا علها ترى حظها ليرافقها، لم تجده كعادته محرج منها فقد كان ذا ضمير! ثم أكملت بصمت.
مشيت حافية من الذكريات فأصبحت ما أن تضع قدمها في قطعة حتى يزهر المكان من جديد وحين ترفع نظرها بعيون مرتقبة تتساقط الأحلام نجومًا تملأ المكان أنوارًا كثيرة ليشقوا للأمنيات أنهارًا لتجري عذبًا سائغًا للآملين.
تابعت المسير إلى اللانهاية وفي كل مرة تتعب فيها ترشحها قطرات الأمل من غيومها الحبلى بالحب، وتقوم من جديد لتمد في المسير كيوم ولدتها السماء باسمها الأبدي الذي لا يموت.
المكان أشبه بروضة تتكاثر فيها الحياة كأميبا.أحبت المكان أرادت أن تضيع البوابة المقابلة لتلك التي دخلت منها حتى تبقى هكذا ذات أجنحة.